وفاة البابا فرنسيس: العالم يودّع رمزًا للسلام والانفتاح

روما : خالد بكداش

في لحظة صمت خيمت على أرجاء الفاتيكان، أعلن رسميًا عن وفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز [العمر الدقيق] عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الروحي والدبلوماسي استمرت أكثر من عقد من الزمن.

جاء الإعلان من دار الصحافة الفاتيكانية صباح اليوم، حيث أُفيد أن البابا توفي بسلام في مقر إقامته بدار القديسة مرتا في الفاتيكان، بعد تدهور حالته الصحية خلال الأيام الماضية. وكان البابا قد خضع لعدة تدخلات طبية في السنوات الأخيرة، إلا أنه واصل مهامه الروحية والإدارية حتى الأيام الأخيرة من حياته.

وُلد خورخي ماريو برغوليو في بوينس آيرس بالأرجنتين عام 1936، وأصبح أول بابا من أميركا اللاتينية، وأول يسوعي يتولى الكرسي الرسولي. منذ انتخابه في مارس 2013 خلفًا للبابا بندكتوس السادس عشر، عُرف البابا فرنسيس بتواضعه ومواقفه التقدمية تجاه قضايا الهجرة، البيئة، والفقر، ودعوته الدائمة إلى الحوار بين الأديان.

تميّزت حبريته بمحاولات جريئة لتقريب الكنيسة من الفقراء والمهمشين، كما قاد إصلاحات داخل الفاتيكان شملت الإدارة المالية والسياسات الداخلية، ما أثار جدلاً وإعجابًا في آنٍ معًا.

وقد عبّر عدد من قادة العالم والزعماء الروحيين عن حزنهم العميق لفقدان “صوت الحكمة والتسامح”، مشيدين بإرثه الإنساني والروحي الذي سيبقى حاضرًا في ذاكرة الشعوب.

من المتوقع أن يُعلن الفاتيكان في الساعات القادمة عن تفاصيل الجنازة والإجراءات الخاصة بمرحلة “الكرسي الشاغر” والاستعدادات لاختيار خليفة جديد للبابا الراحل.

برحيله، لا تودّع الكنيسة الكاثوليكية راعيها فحسب، بل يفتقد العالم شخصية لطالما سعت لبناء الجسور في زمن كثرت فيه الجدران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى