أمستردام : قصي فضه
أصدر مجلس الدولة الهولندي (Raad van State) قراراً حاسماً برفض المقترح الذي تقدمت به أحزاب SGP وJA21 لمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في الأحياء السكنية، معتبراً أن هذا الإجراء يمثل تقييداً مفرطاً لحرية الدين التي يكفلها الدستور الهولندي.
وأكد المجلس أن الحظر الكامل للأذان يستهدف المجتمع الإسلامي بشكل غير متوازن، ويتعارض مع قيم الحرية والمساواة الدينية التي تقوم عليها القوانين الهولندية.
و القانون الهولندي لا يحظر الأذان، بل يعامله على نحوٍ مشابه لأجراس الكنائس، من خلال وضع ضوابط صارمة لمستوى الصوت والمدة الزمنية، وغالباً ما يتطلب الأمر موافقة البلدية المحلية. وتهدف هذه القواعد إلى تحقيق توازن بين حرية المعتقد وراحة السكان دون المساس بالشعائر الدينية.
و لا تسمح جميع المدن الهولندية بالأذان إلا :
- أمستردام: سُمح لبعض المساجد برفع الأذان عبر مكبرات الصوت منذ عام 2019، بعد موافقات رسمية من البلدية.
- روتردام: عدد من المساجد ترفع الأذان مرة واحدة يومياً مع الالتزام بالحدود الصوتية.
- أوترخت: يُرفع الأذان في مسجد Ulu مرة واحدة يومياً أو في صلاة الجمعة فقط.
- لييردام: يُسمح ببث الأذان يوم الجمعة لمدة قصيرة لا تتجاوز أربع دقائق.
و شدد المجلس على أن المنع الكامل للأذان سيؤدي إلى إيذاء المجتمع الإسلامي وخلق شعور بالتمييز الديني، داعياً إلى استمرار الحوار بين السلطات المحلية والمساجد لضمان ممارسة الشعائر الدينية ضمن إطار يحترم الجميع.
القرار يعكس نهج هولندا في الموازنة بين حرية الدين وراحة المجتمع المدني، ويؤكد أن التفاهم والتشاور المحلي هو الطريق الأمثل لتنظيم الأذان بما يحفظ الحقوق ويعزز التعايش السلمي.
