
بروكسل : هديل مشلّح
حذّر المشاركون في المؤتمر السنوي الرابع للجريمة السيبرانية الذي نظمه “يوروبول” هذا الأسبوع، من أن المجرمين يستغلون تقنيات التشفير وإخفاء الهوية والتقنيات الناشئة بوتيرة أسرع مما تستطيع التشريعات وأجهزة إنفاذ القانون مجاراتها، وهو ما يجعل الوصول إلى البيانات التحدي الحاسم في مواجهة الجريمة الإلكترونية.
وفي كلمتها الافتتاحية بمقر “يوروبول” في لاهاي أمام نحو 500 خبير من مختلف دول العالم، أكدت المديرة التنفيذية ليوروبول، كاثرين دي بول، أن البيانات تمثل اليوم “المعضلة الكبرى” بين كونها محركاً للابتكار وأداة أساسية للجريمة المنظمة، محذرة من أن حرمان سلطات إنفاذ القانون من الأدلة الرقمية يعني ترك الأطفال مجهولي الهوية، ومرور المخططات الإرهابية دون كشف، واستمرار الجريمة المنظمة في الظل.
من جانبه، شدد مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، ماغنوس برونر، في كلمته الرئيسية، على أن “الجريمة السيبرانية لا تعرف حدوداً”، موضحاً أن الطائرات المسيّرة تهدد البنى التحتية الحيوية، وأن المجرمين يستغلون التشفير والتقنيات الجديدة في شن هجماتهم، مضيفاً: “علينا تعزيز ولاية يوروبول وضمان الوصول القانوني إلى البيانات لحماية المواطنين والشركات في الاتحاد الأوروبي”.
وجاء المؤتمر تحت شعار “تفكيك تحديات البيانات على الخطوط الأمامية الرقمية”، حيث ناقش المشاركون خمسة محاور رئيسية:
- الموازنة بين الخصوصية والوصول إلى البيانات.
- أهمية توفر البيانات عبر الحدود وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
- الحاجة إلى تحديث الأطر التشريعية بما يتماشى مع التطور التكنولوجي.
- دور الدبلوماسية السيبرانية في تعزيز التعاون بين الحكومات والشركات.
- استراتيجيات الوقاية المبتكرة لمكافحة الجريمة الإلكترونية.
كما استعرض المؤتمر عمليات بارزة منها عملية “إيستوود” التي استهدفت أنشطة هاكرز موالين لروسيا ضد البنى التحتية الأوروبية، وعملية “راتاتوي” التي أسفرت عن اعتقال مدير واحد من أبرز المنتديات الناطقة بالروسية المتخصصة في الجريمة الإلكترونية.
وسبق المؤتمر ورشة عمل سنوية مع فرق الاستجابة الوطنية لحوادث الأمن السيبراني (CSIRTs)، بالتعاون مع الوكالة الأوروبية للأمن السيبراني (ENISA)، في إطار “أسبوع يوروبول السيبراني” الذي يضم فعاليات حول الوقاية والطب الشرعي الرقمي والتعاون الدولي.
وبعد أربع سنوات من انطلاقه، أصبح المؤتمر منصة أوروبية محورية تجمع الخبراء من المؤسسات الأمنية والسياسية والقطاع الخاص، لتبادل الخبرات ووضع الخطوات المقبلة في معركة مكافحة الجريمة السيبرانية.



