
أصدرت محكمة في العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء 15 أبريل/نيسان، أحكاماً بالسجن لمدّة خمس سنوات ونصف بحق أربعة صحفيين روس، من بينهم صحفيان سبق لهما العمل مع مؤسسة “دويتشه فيله” (DW)، وذلك بعد إدانتهم بتهمة الانتماء إلى “منظمة متطرفة” في إشارة إلى مؤسسة مكافحة الفساد (FBK) التي أسسها المعارض الراحل أليكسي نافالني.
وقد نددت “دويتشه فيله” بالحكم، معربة عن تضامنها الكامل مع الصحفيين وعائلاتهم، ومؤكدة أن تغطيتهم الإعلامية لا تبرر مثل هذه الأحكام القاسية.
الصحفيون الأربعة – أنتونينا فافورساكايا، كونستانتين غابوف، سيرغي كاريلين، وأرتيوم كريغر – اعتُقلوا تباعاً خلال ربيع وصيف 2024، وظلوا قيد الاحتجاز إلى حين صدور الحكم. وخلال فترة احتجازهم، أفادت تقارير بأنهم خضعوا لظروف اعتقال قاسية، من بينها الاكتظاظ، والنوم على الأرض، وسوء النظافة داخل سجن “ماتروسكايا تيشينا” في موسكو.
في رسائل سُربت من داخل السجن، تحدّث كل من غابوف وكاريلين عن المعاناة اليومية في الزنازين، ووصفا الأوضاع بأنها غير إنسانية، بينما وصفت المحامية كاترينا تيرتوخينا ما يتعرض له موكلها بـ”التعذيب الممنهج”، مشيرة إلى أن ذلك حال دون تحضيره الجيد للدفاع عن نفسه في المحكمة.
وأكد الصحفيون خلال المحاكمة، التي جرت خلف أبواب مغلقة، براءتهم من التهم الموجهة إليهم، موضحين أن عملهم كان مهنياً بحتاً ولم يتضمن أي نشاط تنظيمي. كما اتهموا السلطات بمحاولة قمع الإعلام المستقل وإسكات الأصوات المعارضة عبر اللجوء إلى الاعتقال والمحاكمات.
وتأتي هذه القضية في سياق حملة متصاعدة تشنها السلطات الروسية ضد وسائل الإعلام المستقلة والأجنبية، في أعقاب تصاعد التوترات السياسية والقيود المفروضة على حرية التعبير في البلاد.