
كتب : خالد بكداش
تعودت شعوبنا العربية أن تشاهد وتتابع و تستمع لشخصيات متدربة، متعلمة و مثقفة تكون في مراكز قيادية مثل الوزارات الحكومية و الإدارة العامة في كل دولة و هذا ما تكون على أساسه التعيينات “إلا ما رحم ربي“.
لكن و في الفترة الانتقالية لسوريا الحرة نجد أن جميع الشخصيات التي قام أحمد الشرع قائد إدارة العمليات في سوريا بتعيينها هي من لون واحد و شكل واحد و منهج واحد و كأنها فزاعات خرجت من معمل لصناعة الدمى التي تخصص لعرض الملابس” المانيكان” .
بداية من وزير الخارجية أسعد الشيباني ووصولاً إلى عائشة الدبس مسؤولة عن مكتب شؤون المرأة.
للأسف الشديد مما شاهدنا وتابعنا أن السيد الشيباني الذي تقلد منصب وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية في سوريا المنصب الذي يعتبر من أهم المناصب في جميع حكومات العالم ليس إلى شخصية مهزوزة غير مثقفة رغم أنه تخرج من جامعة دمشق وحاصل على إجازة في آداب اللغة الإنجليزية، ولكن هذه الشهادة لم تكن عوناً له عندما وقف أمام الصحفيين محاولاً القراءة من ورقة كتبت له دون النجاح بإتمام مهمته.
لم يستطيع السيد الشيباني أن يربط الجمل مع بعضها البعض و قام بتسمية أحمد الشرع ” بالسيد الرئيس “ وكان واضحاً للجميع أنه يقف بمكان ليس مخصصاً له و بدا ذلك من خلال الرعب الواضح في عيونه من رهبة المكان .. صحيح أن الشيباني شارك في الثورة السورية وكان أحد قادتها و لكن الوقوف أمام الصحفيين لا يشبه أبداً حمل البندقية و الوقوف أمام عدوا تقاتله ..
ليس عيباً أن يقوم السيد الشيباني بطلب ىالمساعدة ليتعلم البروتوكولات الخاصة بالدبلوماسيين بشكل عام و بوزراء الخارجية بشكل خاص.
أما السيدة الدبس التي خرجت أمام منصات الإعلام الدولية وصرحت بأنها لن تسمح بأن يختلف معها أحد بالفكر و ما لا تعرفه السيدة دبس أن السيدات السوريات هن من أنجح السيدات في العالم و هناك دلائل كثيرة لسنا بصدد ذكرها حالياً و لكن محور الحديث أن السيدة دبس قامت بنسف جميع مكونات الشعب السوري و حولته إلى مكون واحد طائفي يجب أن لا تخرج سيدات سوريا عنه.
كان يجب على السيدة الدبس أن تقرأ عن حقوق المرأة في بيان الأمم المتحدة الذي أعطى للمرأة حقوقها كاملة و هذا يجب تطبيقه في جميع دول العالم .
بالمقابل تابعنا أيضاً مقابلة السيد أحمد الشرع مع قناة العربية و الحق يقال أن السيد الشرع قد أمتع المشاهدين و المتابعين بأجوبته على الأسئلة المطروحة و قدم لجميع الملايين من الذين تابعوا المقابلة شخصية مثقفة متعلمة مدربة بشكل واضح و هذا ما يجب أن تكون عليه الشخصيات القيادية …
نحن هنا لا نقوم باصطياد الثغرات في حكومة الشرع الانتقالية و لكننا يجب أن نقوم بتوجيه السيد الشرع أن هناك أخطاً يمكن أن يرتكبها بقيامه بتعيين بعض الشخصيات الخطأ في المكان الغير مناسب لهم و ما يجب عليه فعله أن يقوم بتغييرها بشخصيات تناسب هذه المناصب المهمة …
سوريا ليست حقل للتجارب و الأخطاء و خاصة في هذه المرحلة … نحن في مرحلة انتقالية هامة و يجب أن يقود هذه المرحلة قيادة حكيمة واعية لما تقول و تفعل و تعمل بنقلنا من مرحلة الركود و الظلم و الدمار الذي عانى منه شعبنا في سوريا لمدة 50 عاماً إلى بر الآمان الذي يبحث عنه جميع أفراد و مكونات الشعب السوري.