بوتين والسيسي يؤكدان على أهمية تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط ويبحثان جهود إنهاء أزمة غزة

القاهرة : داليا عطية

في لقاء جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بالعاصمة الروسية موسكو، جدد الزعيمان تأكيدهما على ضرورة استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز بشكل خاص على الوضع المتدهور في قطاع غزة، وضرورة تجنب التصعيد الإقليمي الذي قد يهدد أمن المنطقة بأكملها.

وجاء الاجتماع على هامش احتفالات روسيا بـ”عيد النصر”، حيث استعرض السيسي الجهود الدبلوماسية والإنسانية التي تبذلها مصر بهدف وقف إطلاق النار في غزة، وتأمين الإفراج عن الرهائن والمحتجزين من الجانبين، فضلاً عن تسهيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر، في ظل الأزمة المتفاقمة التي يعاني منها سكانه.

وأكد الرئيس المصري على أن الحل الجذري للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، معتبراً أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.

بدوره، عبّر الرئيس الروسي عن دعم موسكو الكامل للجهود المصرية، سواء تلك الرامية إلى تهدئة الأوضاع، أو المتعلقة بخطة إعادة إعمار قطاع غزة، التي تم إقرارها خلال القمة العربية الاستثنائية التي استضافتها القاهرة في مارس 2025.

كما تطرقت المحادثات بين الرئيسين إلى تطورات أخرى تشهدها المنطقة، منها الأوضاع في سوريا، ليبيا، والسودان، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الحرب في أوكرانيا. وفي هذا السياق، جدد السيسي تمسك مصر بموقفها الداعي إلى حلول سياسية ودبلوماسية تحترم القانون الدولي وتدعم الأمن والسلم العالميين.

أولًا: البُعد الإقليمي – دعم روسي للدور المصري في غزة

اللقاء بين السيسي وبوتين يعكس تنسيقًا متزايدًا بين موسكو والقاهرة بشأن الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة الإنسانية والأمنية في قطاع غزة. دعم روسيا للجهود المصرية في التهدئة وتسهيل المساعدات يؤكد:

  • اعترافًا دوليًا متزايدًا بدور مصر كوسيط محوري بين الأطراف المتنازعة في النزاعات الإقليمية.
  • رغبة روسية في تعزيز نفوذها الإقليمي عبر الشراكة مع قوى عربية وازنة مثل مصر، خاصة في ظل تراجع تأثير بعض القوى الغربية في المنطقة.

ثانيًا: البُعد الدولي – توافق على الحلول الدبلوماسية

السيسي حرص على إعادة التأكيد على موقف مصر الثابت حيال القضايا الدولية، وخاصة الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث دعا إلى:

  • الحوار والدبلوماسية كبدائل للحلول العسكرية، في انسجام مع سياسة مصر الخارجية التي تقوم على الحياد الإيجابي والتوازن.
  • هذه الرسالة تحمل إشارة ضمنية لمصر بأنها تحتفظ بعلاقات متوازنة مع جميع الأطراف الدولية، بما فيها روسيا، دون الانحياز لطرف على حساب آخر.

ثالثًا: القضية الفلسطينية – ثبات في الموقف المصري

إعادة التأكيد على “حل الدولتين وفق حدود 1967” يوضح أن:

  • مصر متمسكة بالمبادرة العربية للسلام كمرجعية رئيسية للحل، رغم المتغيرات الإقليمية والدولية.
  • طرح مصر لهذا المبدأ أمام روسيا – وهي عضو دائم في مجلس الأمن – يُعد محاولة لحشد دعم سياسي دولي لهذا الحل، في وقت يزداد فيه التهميش للقضية الفلسطينية على الساحة العالمية.

رابعًا: ملفات ثانوية لكنها حيوية – ليبيا، سوريا، السودان

هناك تقاربًا في الرؤية بين مصر وروسيا حيال أهمية وحدة هذه الدول وسيادتها. و رغبة مشتركة في منع تفكك الدول العربية أو تحوّلها إلى ساحات صراع بالوكالة.

اللقاء يعزز محورية الدور المصري في قضايا الشرق الأوسط، ويكشف عن تقارب مصري–روسي في إدارة الملفات الساخنة بطرق غير تصادمية. كما يعكس اللقاء أن مصر تسعى للحفاظ على تحالفات دولية متعددة، تعزز مكانتها كوسيط إقليمي مسؤول، بينما تستفيد روسيا من هذه الشراكة لمد نفوذها في المنطقة في وقت تواجه فيه عزلة غربية متزايدة بسبب حرب أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى