أسعار المواصلات العامة في هولندا تواصل الارتفاع… والسياسات الحكومية في دائرة الاتهام

الصحفي محمد عدي فضة

تشير تقارير حديثة إلى أن هولندا باتت تسجّل واحدًا من أعلى أسعار تذاكر القطارات في أوروبا، في ظل تحميل الخبراء السياسات الحكومية مسؤولية هذا الارتفاع المستمر.

وبحسب دراسة أوروبية جديدة، يدفع المسافر الهولندي نحو 17 سنتًا للكيلومتر الواحد، لتحتل البلاد موقعًا متقدمًا بين أغلى شبكات السكك الحديدية بعد شركات مثل Eurostar والسكك السويسرية SBB. ولا تقف الزيادات عند هذا الحد، إذ من المتوقع أن ترتفع الأسعار بنحو 6.5٪ إضافية اعتبارًا من عام 2026.

أسباب الارتفاع

• تفرض الحكومة الهولندية على شركة NS تشغيل عدد كبير من القطارات طوال ساعات اليوم، حتى في الفترات التي لا تتجاوز فيها نسبة إشغال المقاعد 30٪.
• تعتمد الشركة على إيرادات التذاكر بشكل شبه كامل؛ إذ تحصل على 13 مليون يورو فقط كدعم حكومي مقابل 2.9 مليار يورو تأتي من مبيعات التذاكر.
• إضافة إلى ذلك، تُلزم الشركة بدفع 450 مليون يورو سنويًا لشركة ProRail مقابل استخدام شبكة السكك الحديدية.

تحذيرات وتداعيات

ترى منظمات النقل أن هذه المعادلة تمثل «خيارًا سياسيًا» تتحمل الحكومة مسؤوليته، محذرة من أن استمرار هذه السياسات يؤدي إلى نشوء ما يُسمى بـ فقر التنقل، حيث يصبح السفر بالقطار عبئًا ماليًا لا يطيقه الكثير من المواطنين.

ويؤكد خبراء أن العديد من الأسر الهولندية لا يتجاوز ما يمكن تخصيصه للمواصلات 50 إلى 100 يورو شهريًا—وهو مبلغ لا يكفي حتى لرحلة ذهاب وعودة واحدة بين بريدا وأمستردام.