حوار وأسرار ديوان شاعر

أجرى الحوار : الكاتبة ريم رفعت بطال

 في إطار متابعتنا للحركة الأدبية المعاصرة ، ومن قلب أكبر حدث معرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة 44 . مع وجود الآلاف من الكتب والدواوين و البحوث ،نلتقي اليوم بشاعرالكلمة والحروف الأستاذ محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة ومدير تحرير مجلة القوافي الصادرة عن بيت الشعر بالشارقة ،  قدم برامج تلفزيونية منها ديوان العرب  وتلفزيون الشارقة كما كان في مجال التحكيم في المسابقات الشعرية ، له العديد من الدواوين التي همس فيها بالشعر النبطي الرائع كديوان زايد _همس الخلود _ساحة رقص  وأيضا بالشعر الفصيح  بيت آيل للسقوط _عكاز الريح _موج طائش في الرمل والعديد غيرهم وآخر إصدار هو رغيف ساخن للبحر  ، الذي ينبض بصفحاته روح شعرية هادئة تنعكس في لغته وصوره الإنسانية. من خلال هذا اللقاء  نحاول الاقتراب من عالم الشاعر ،وفهم ملامح العمل ، وظروف ولادته والرسائل الذي أراد أن يودعها في قصائده.  هنا تنفتح لنا أبواب الحوار لتكشف ماوراء الكلمات ومابين سطور الديوان الجديد.

أستاذ محمد لماذا اخترت عنوان رغيف ساخن للبحر ما رمزية الرغيف والبحر ؟

_عنوان القصيدة أو المجموعة الشعرية هو العتبة الأولى التي يخطو منها القارئ إلى عالم القصيدة الداخلي ،وهو بمثابة نافذة صغيرة تكشف عن أفق واسع ،فبين الرغيف والبحر تتجاور ماديتان متضادتان ،وتلتقيان في جوهر واحد وهي الحياة ، فالرغيف رمز للضرورات اليومية ودفء الوجود البشري ،بينما البحر فضاء روحي مفتوح على الاحتمال والبحث والاضطراب، وليس بالضرورة أن يعبر العنوان عن كل الديوان ،لكنه عنصر الجذب الأهم للدخول.

_هل للبحر في الديوان دلالة وطنية ام إنسانية ام ذاتية؟

للبحر في الشعر العربي دلالات كثيرة، وتأويلات متعددة، والسياق هو ما يحدد البوصلة، فالبحر في الديوان يتجاوز حدّ الدلالة الواحدة، إذ يتحرك بين مستويات متعددة بحسب سياق القصيدة، فهو وطنٌ حين يتسع للحنين، وإنسانية حين يرمز للتجدد والعبور، وذاته حين يشتبك مع التجربة الداخلية ويعكس صراعها ،

 حضور البحر في النصوص جاء محمولًا على طبقات من الإيحاء، فيهب المتلقي شعور الانتماء تارة، ويستعير مده وجزره ليجسّد تقلّبات النفس البشرية تارةً أخرى، لذلك يمكن القول إن البحر في هذا الديوان كائن رمزي، يتحوّل كلما تغيرت الزاوية التي يُنظر إليه منها. 

__إلى أي مدى تعكس القصائد مشاعرك الشخصية أم هي مجاز عن قضايا أوسع؟ 

الشعر الصادق هو ما يعبر عن شعور حقيقي استفزه واقع ما، فيبدأ من الذات، وينساب من التجربة الخاصة ليضيء قضايا أوسع وأعمق، وقد حرص الشاعر على السفر في بحور الشعر لتجسيد المشاعر التي تستفزه، فتدفعه إلى الكتابة، حيث تتحول إلى مجاز يسمح للقارئ أن يرى نفسه فيها، وقد تعمّدتُ في هذه النصوص أن أوازن بين حرارة الشعور وعمق الفكرة، ونجد تقاطع التجربة الفردية مع الهمّ الإنساني العام، وعليه يصبح النص مساحة مشتركة يتجاور فيها صوت الشاعر وصوت العالم. 

__إذا أتيح لك أن تختصر رسالة الديوان في جملة واحدة فماذا تقول؟ 

(رغيفٌ ساخنٌ للبحر) رؤية ذاتية تعبر المدى.

__ما النص الذي تعتبره الأقرب إلى قلبك في هذا العمل ولماذا؟ 

القصائد أشبه بأبناء يتقاسمون ذاكرة الشاعر وسرّ صوته، ولكن لكل واحد منهم طابعه الفريد الذي يجعله قريبا بطريقة مختلفة، فقد يقترب لأنه كُتب في لحظة انفعال داخلي خاص، أو لأنه حمل فكرة طال اشتعالها في الذهن حتى نضجت، لذلك يصعب اختيار نص واحد، لأن كل قصيدة تؤدي دورا محددًا في المعمار الفني للديوان، وتتكامل مع غيرها لتشكّل التجربة الكاملة التي أريد إيصالها للقارئ.

والآن نلقي  بعض الكلمات من رغيف ساخن للبحر  :

حسبك الآن أيها الغيم..قل لي :

                        هل أتى البرق عابثا فوق ظلي ؟

كانت الريح صاحبي..وكلانا 

                           خلف هذا الفضا نجيد التجلي 

فبقلبي حملت هم الليالي 

                            وبعيني كنت أحرس حقلي 

يعلم الشعر أين بالقلب يمضي 

                            إنما الشك بين علمي وجهلي 

سرقت دمعة الفقير رغيفا 

                              من ضلوعي لكي تطمئن نخلي

ونمت نخلة على خصر بيت 

                               فمشى بالشعور والشعر كلي…….

مع تلك الكلمات واللقاء الجميل الممتع أشكر الشاعر  

محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة على هذه الفرصة الرائعة للاستماع إلى أفكارك وأشعارك وأشكرك على وقتك وأتمنى لك المزيد من النجاح والإبداع . 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى