هولندا والإمارات والأردن تتصدى معًا للتحديات التي تواجه أمن المياه والطاقة والغذاء
سام تاج الدين
- انعقاد قمة رفيعة المستوى حول المياه والطاقة والغذاء في يناير 2022.
- هولندا تطلق مبادرة لتأسيس تحالف بحثي ثلاثي يجمع بين الباحثين في الدول الثلاث.
- يتمثَّل الهدف الرئيسي لهذه المبادرة في بحث التحديات التي تواجه هذه القطاعات الثلاثة ووضع الحلول على مستوى السياسات وتعزيز التعاون البحثي بين الدول الثلاث.
تتعاون دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن وهولندا من أجل تسليط الضوء على التحديات التي تواجه أمن المياه والطاقة والغذاء، وذلك من خلال إكسبو 2020 دبي، أول إكسبو دولي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وسيُقام الحدث الدولي في الفترة من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022.
ستُتوّج جهود الدول الثلاث بعقد “قمة المياه والطاقة والغذاء” الرفيعة المستوى ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي يومي 19 و20 يناير 2022 (يتم تأكيد ذلك لاحقًا)، وذلك بالتزامن مع أسبوع أبوظبي للاستدامة. وستجمع القمة بين وضع السياسات واقتراح الحلول العملية لمواجهة التحديات المرتبطة بالمياه والطاقة والغذاء.
فالمياه والطاقة والغذاء هم أهم الموارد التي لا غنى هنا لاستمرار حياة البشر وتحقيق التنمية المستدامة. وتُمثِّل التغيُّرات المناخية تحدياً كبيرًا يهدد توافر هذه الموارد المرتبطة ببعضها البعض، بينما يؤدي ارتفاع عدد سكان العالم والتوسُّع الحضري المتزايد إلى مزيد من الضغوط. ولكي نتمكَّن من توفير الغذاء لسكان العالم، والذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، يجب أن تتضافر جهودنا جميعا من أجل إدارة مواردنا الطبيعية النادرة بكفاءة، وهو أمر يُمثِّل تحديًا لوجود الجنس البشري بأكمله.
وقالت معالي “هاله زواتي”، وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية: “التكامل بين قطاعي الطاقة والمياه يعمل على تحسين كفاءة استخدام الطاقة والمياه بما يلبي احتياجات قطاع الزراعة بشكل أكفأ وأفضل ويؤدي إلى تحقيق مساعي الدول في مجالات الأمن المائي والغذائي والطاقة”.
وقالت السيدة “سيغريد كاغ”، وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في هولندا: “يتطلَّب توفير المياه والطاقة والغذاء للجميع، على الصعيدين الإقليمي والعالمي، التعاون الوثيق بين الحكومات والشركات والمؤسَّسات العلمية من أجل تقديم حلول مُستدامة. وستسهم الأبحاث المشتركة بين الدول المختلفة في وضع السياسات الوطنية والإقليمية لتوفير المياه والطاقة والغذاء للأجيال القادمة”.
من جانبها، قالت معالي “مريم المهيري” وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي في دولة الإمارات العربية المتحدة: “تتشارك الأردن والإمارات وهولندا في العديد من التحديات التي تتعلَّق بأمن المياه والطاقة والغذاء. لذا، أصبح من الضروري التعاون وتبادل المعارف والخبرات في هذه المجالات حتى نستطيع الاستفادة من الخبرات المشتركة في تحقيق أفضل النتائج الممكنة. وتُعَد “قمة المياه والطاقة والغذاء” رفيعة المستوى عنصرًا أساسيًا ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي. ومن خلالها، سوف تستطيع الدول المشاركة رسم خارطة طريق للتعاون من أجل ضمان أنظمة مستدامة”.
ومن شأن هذا التعاون تعزيز دور إكسبو 2020 دبي كمحفل دولي في تسليط الضوء على المشكلات المُعقَّدة المُتعلِّقة بهذه الموارد الأساسية الثلاثة، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية العمل المشترك، بما في ذلك تطبيق نهج متكامل لإدارة الموارد، حتى نستطيع تحقيق أهداف التنمية المُستدامة بحلول عام 2030.
وستكون “قمة المياه والطاقة والغذاء” المبادرة الأولى من نوعها التي تُركِّز على الإجراءات المُتعلِّقة بالسياسات الوطنية والإقليمية اللازمة لمواجهة هذه التحديات على جميع الأصعدة. والشراكات بين الحكومات والشركات والمؤسِّسات العلمية والمجتمعات أمر ضروري في مساعينا لضمان فعالية وكفاءة واستدامة هذه الموارد النادرة وتوافرها في الوقت الحاضر وفي المستقبل.
وأشارت معالي “ريم الهاشمي”، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمدير العام لإكسبو 2020 دبي ورئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المُستدامة: “دولة الإمارات العربية المتحدة مختبر حي للابتكار في مجال تقنيات إنتاج الأغذية في المناخات الجافة، وإكسبو 2020 دبي، بصفته ملتقى عالميا مكرَّسا لتقديم حلول للتحديات الأكثر إلحاحا التي تواجهنا، يوفر لدولة الإمارات العربية المتحدة وهولندا والأردن فرصة هامة للتعاون في سبيل تطوير وتنفيذ حلول مبتكرة يمكننا مشاركتها مع العالم”.
وأضافت معاليها: “يجسد هذا التعاون الثلاثي الأطراف أيضا التزامنا بالتعاون العابر للحدود وقناعتنا الراسخة بأننا عبر العمل الجماعي يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يؤدي إلى صنع مستقبل أكثر نظافة وأمنا وصحة للجميع بحلول العام 2030”.
وأهم عنصر يجب التركيز عليه هو الشباب عند التخطيط لمواجهة هذه التحديات العالمية الكبرى. وستكون فئة الشباب في طليعة جميع الأنشطة التي يتم الاضطلاع بها كجزء من هذه الاتفاقية الثلاثية.
وخلال المرحلة التي تسبق عقد القمة في يناير 2022، ستنطلق حملات شبابية تفاعلية في كل من الدول الثلاث بهدف الوقوف على التحديات المُتعلِّقة بأمن المياه والطاقة والغذاء، وستُقدَّم ما تسفر عنه هذه الجهود من نتائج إلى القادة العالميين أثناء فعاليات القمة. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم الإعلان عن سفراء الشباب ضمن برنامج القمة.
وتعزيزًا للمناقشات التي ستجري أثناء المؤتمر، ستُدشِّن هولندا مشروع تعاون بحثي مشترك يضم مؤسَّسات بحثية وأكاديمية من الدول الثلاث تحت قيادة وتنسيق ائتلاف هولندي يتألَّف من جامعة Wageningen University & Research ومعهد Deltares والمنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (TNO)، والذي سيكون مسؤولاً عن تطوير ثلاثة نماذج نُظُم ديناميكية على المستوى الإقليمي والوطني والحضري. هذا، بالإضافة إلى باحثين من المركز الوطني للبحوث الزراعية في الأردن والمركز الدولي للزراعة الملحية في دولة الإمارات العربية المتحدة وآخرين. وستُعرَض مخرجات النمذجة والتحليل خلال القمة، وذلك من خلال النقاشات والمحاكاة التفاعلية للسياسات.
ويأتي الإعلان عن الاتفاقية الثلاثية والقمة بعد يوم من “محادثات إكسبو: المياه”، وهي فعالية نظمها إكسبو 2020 دبي بهدف استكشاف السبل التي تُمكّننا من أن نحافظ لأجيال المستقبل على هذا المورد اللازم لاستمرار الحياة، والذي يعد أيضا شريان حياة للحضارات والاقتصادات والمجتمعات. وقد كانت “محادثات إكسبو: المياه” الأخيرة في سلسلة من عشر محادثات حول موضوعات متخصصة، جمعت صنّاع سياسات وقادة فكر مؤثِّرين، بالإضافة إلى غيرهم من المشاركين في إكسبو 2020 دبي والجمهور، وذلك بهدف رسم ملامح المحتوى المُلهم والنقاشات الهادفة التي ستُجرى في إطار فعاليات إكسبو 2020 دبي.