افتتاح أولمبياد باريس 2024
سام تاج الدين
6,800 رياضي
205 دول
320,000 متفرّج
329 ميدالية ذهبية
بعرض وصف بأنه مذهل والأروع على نهر السين شارك فيه ما ينوف عن 6,800 رياضي من 205 دولة يستعرضون في 94 قارب لمسافة 6 كم أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية من جسر أوستيرليتز إلى جسر يينا، وللمرّة الأولى في التاريخ، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيسي، وشاهده 320,000 شخص، وحضور 120 من قادة العالم.
افتُتح أولمبياد باريس 2024 رسمياً الجمعة 26 يوليو/تموز، بعد أكثر من 100 عام من استضافة العاصمة الباريسية لأخر دورة ألعاب أولمبية، على الرغم من هطول الأمطار التي عكّرت الأجواء وتعرّض شبكة القطارات لعملية تخريب. لكن امتزجت الأغاني والموسيقى وعروض الأزياء والمفرقعات النارية مع قوارب وعبّارات نقلت الرياضيين، فتحوّلت «مدينة النور» إلى مسرح مفتوح بلّلته الأمطار المفاجئة.
للمرّة الأولى في تاريخ الأولمبياد، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيسي تماشيا مع شعار “الألعاب مفتوحة على مصراعيها”، وحضره 320,000 متفرّج أعتلوا مدرّجات بُنيت خصيصاً على ضفاف نهر السين، ونحو 200,000 من شرفات المباني المجاورة، وتابعها أكثر من مليار مشاهد عبر شبكات التلفزة المختلفة.
زين الدين زيدان لاعب كرة القدم الفرنسي السابق تسلم الشعلة من الممثل الفرنسي من أصل مغربي جمال دبوز، والذي سلمّها بدوره الشعلة الأولمبية إلى لاعب التنس الإسباني رافاييل نادال في تروكاديرو خلال حفل الافتتاح
أسطورة الغناء العالمية سيلين ديون بعد غياب 4 سنوات بسبب إصابتها بالمرض النادر “متلازمة الشخص المتيبس”، تعود بقوة في فقرتها الغنائية التي قدمتها في ختام حفل افتتاح أولمبياد باريس، من برج إيفيل، وتألقت وقدمت فقرتها المنتظرة وهي تلمع بفستان فضي طويل مرصعا كليا بالكريستال من توقيع الدار الفرنسية ديور.
قدمت نجمة البوب الأمريكية ليدي جاجا فقرة استعراضية راقصة على نهر السين خلال فعاليات حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، حيث أدت الفنانة العالمية أغنية “مون تروك أن بلوم Mon truc en plumes”، وهي تعتبر من الأعمال الشهيرة للمسرح الاستعراضي الفرنسي لزيزي جانمير، وارتدت زي استعراضي مشابه لإطلالة الفنانات الفرنسيات.
هذا لجانب لحضور كبار الشخصيات والمشاهير في الرياضة والفن والسياحية والثقافة والأدب مثل النجمة الشهيرة سلمى حايك، وأميرة موناكو السباحة الأولمبية شارلين، وسيرينا ويليامز بطلة التنس الأسطورية المتوجة بالذهب خلال الألعاب الأولمبية، والمغنية أكسيل سانت سيريل، وغيرهم كثير.
ولدواعي أمنية تم إغلاق المجال الجوي فوق باريس وستراقب طائرات المراقبة بالرادار وطائرات مسيرة من طراز ريبر من أعلى، وستكون طائرات ميراج 2000 المقاتلة في وضع الاستعداد لاعتراض الطائرات التي تدخل المجال الجوي المغلق.
وستقام كافة الفعاليات الرياضية في فرنسا باستثناء رياضة ركوب الأمواج المستحدثة في الأولمبياد ستقام في جزيرة تاهيتي التي تبعد 16,000 كم عن العاصمة الفرنسية باريس، والرحلة بالطائرة تقترب من 24 ساعة كاملة، والسبب هو شهرة الجزية بالأمواج الخلابة المرتفعة.
انتشرت قوات من رجال الشرطة في باريس بعد هجوم سيبراني تخريبي استهدف شبكة القطارات فائقة السرعة الفرنسية، تسببت هذه الهجمات المنسقة في تعطل كبير لبعض خطوط السكك الحديدية الأكثر ازدحاماً في كافة أنحاء فرنسا وسلطت الضوء على المخاطر الأمنية في وقت تتجه فيه كل الأنظار إلى البلاد، ولم لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت بعيدًا عن باريس وباقي المدن الأولمبية.
إذا ما انتقلنا لجانب آخر من حيث الرمزية فيما سُرِد خلال الحفل فهي كثيرة بدلالتها التي اعتبرها الكثيرون مسيئة على مختلف الصعد استهلالاً بالمنظور الديني الذي تعرض لمختلف الديانات وخاصة الديانة المسيحية حيث اختارت فرنسا تقديم لوحة (الشهوانية الأخيرة) للسيد المسيح والحواريون بشكل إلحادي ومِثلي فظّ منافي لكافة القيم الأخلاقية والدينية ولا تحترم معتقدات مليارات من البشر، كعنوان صارخ على صعود اليمين المتطرف الذي أتى على صهوة حصان الموت الذي يجر خلفه الشذوذ الجنسي وازدراء الأديان والقيم الإنسانية الأخلاقية معلنة بوضوح الديانة الغربية المستحدثة.
أما سياسياً، فكل ما يقال من شعارات رنانة حول الديمقراطية وأن الرياضة الكل فيها سواسية وما إلى ذلك من شعارات فرّغت من مضمونها، فقد استبعدت دول خالفت سياساتهم الدولية بينما، واحتفي بدول أخرى ارتكبت مجازر، كأنما يعلنون للعالم هذه قواربنا لا يعتليها إلا من سار على نهجنا وخَضع واستكان تحت رايتنا وقوانيننا وأفكارنا ومعتقداتنا.
الكثير من اللوحات كانت لا تناسب السواد الأعظم من فئات وتوجهات المجتمعات حول العالم خاصة الأطفال، فلم يرحب الأهالي برؤية أجساد شبه عارية أو تَصف أعضاء تتراقص على الشاشة، هذا لجانب دسّ القيم المِثلية التي ترفضها معظم فئات المجتمع من إيحاءات وألوان في الكثير من اللوحات التي قُدمت، ومع مشاهدة أكثر من مليار شخص لهذا الافتتاح فقد صدم الكثير من الأهالي بهذه المشاهد والإيحاءات التي لا يجب أن تخرج في مَجْمع رياضي دولي كهذا.
هذا بالإضافة لفرض قوانين واشتراطات على الرياضيين تضرب عرض الحائط بقيمهم ومعتقداتهم، وتقول لا مرحبا بك وبموهبتك مالم تستكن على أهوائنا وقيمنا الملتوية المتفلتة.