عيد الأضحى، شعيرة التواصل والتراحم

يحلّ عيد الأضحى المبارك مع بداية العاشر من شهر ذي الحجة، في مشهد يتكرر كل عام، لكنه يحمل في كل مرة طابعاً إنسانياً واجتماعياً متجدداً، ويأتي العيد هذا العام في ظل متغيرات تشهدها العديد من الدول العربية، حيث تحتفل بعض الشعوب بعيدها الأول في أجواء من الحرية بعد سنوات من المعاناة، فيما تحتضن دول أخرى احتفالات ملايين من المواطنين والمقيمين والزوار من مختلف بقاع الأرض، باختلاف لغاتهم وأعراقهم وثقافاتهم، في مشهد يعكس وحدة المشاعر رغم تنوع الانتماءات.

وقد تفاوتت مواعيد الاحتفال بعيد الأضحى المبارك هذا العام بين الدول الإسلامية، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية ومصر وغالبية الدول العربية والإسلامية أن يوم الجمعة 7 يونيو/حزيران 2025 هو أول أيام العيد، بعد أن ثبتت رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء الثلاثاء 27 مايو/أيار، ليكون الأربعاء 28 مايو أول أيام الشهر، ووقفة عرفات يوم الخميس 6 يونيو.

أما دول أخرى مثل باكستان والمغرب وموريتانيا وماليزيا والهند وبنغلاديش وبروناي، فقد أعلنت تعذر رؤية الهلال مساء الثلاثاء، ما جعل الخميس 29 مايو أول أيام ذي الحجة، وبالتالي يكون الوقوف بعرفة يوم الجمعة 7 يونيو، ويحلّ عيد الأضحى في هذه الدول يوم السبت 8 يونيو 2025.

وأكدت الهيئات الشرعية والفلكية في السعودية وعدد من الدول، ومنها الإمارات والأردن وسلطنة عُمان والعراق وإندونيسيا، توحيد بداية شهر ذي الحجة بناءً على الرؤية الشرعية للهلال، مما أدى إلى توحيد موعد العيد في هذه الدول.

ويُعزى هذا الاختلاف في التوقيت إلى تباين المواقع الجغرافية للدول الإسلامية، إلى جانب اختلاف طرق تحري الهلال بين الرؤية الشرعية المباشرة والحسابات الفلكية، وهو أمر معتاد في تحديد بدايات الشهور القمرية، ومنها شهر ذي الحجة.

ويمثل عيد الأضحى مناسبة عظيمة تتجلى فيها معاني المساواة والتآزر بين المسلمين، كما يعكس روح التضامن والتكافل، ويمنح فرصة لتجديد أواصر القربى والعلاقات الاجتماعية. فهو عيد يجمع الناس على الخير، ويدعو إلى التسامح، وينشر المحبة والسلام بين أفراد المجتمع.

عيد الأضحى ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو تجسيد حي لقيم الإسلام الإنسانية والاجتماعية، حيث تلتقي القلوب على المودة، وتتقارب النفوس على البرِّ، في ظل مشاعر وشعائر مشتركة تعكس وحدة الأمة. سائلين الله أن يعيده على الجميع باليمن والخير والبركة.

بقلم سام تاج الدين
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى