
الصحفي محمد رائد كعكة
أعلنت السلطات الهولندية توقيف لاجئ سوري يبلغ من العمر 37 عامًا، يُشتبه في أنه شغل منصبًا قياديًا في الجهاز الأمني لتنظيم داعش خلال سنوات الصراع في سوريا، وذلك بعد سنوات من حصوله على اللجوء واستقراره في جنوب البلاد.
المشتبه به، الذي قدّم نفسه عند وصوله عام 2019 كطالب لجوء يبحث عن حياة آمنة، عاش لسنوات في بلدة آركل بمقاطعة جنوب هولندا، قبل أن تكشف تحقيقات أمنية موسعة ارتباطه بمنصب “رئيس أمن” داخل التنظيم. ووفقًا للنيابة العامة، كان مسؤولًا عن مراقبة السكان واعتقال من يُشتبه بمعارضتهم في مناطق قرب مخيم اليرموك بين عامي 2015 و2018، مع احتمال ضلوعه بمهام مشابهة في فترات سابقة ضمن مجموعات مسلّحة أخرى.
وتشير النيابة إلى أن التحقيق بدأ استنادًا إلى معلومات استخباراتية تراكمت خلال السنوات الماضية، قبل أن تقود إلى جمع أدلة كافية لاعتقاله. وتعتبر القضية واحدة من أكثر الملفات حساسية في هولندا، وسط مخاوف متزايدة من إمكانية تسلل عناصر متورطة في انتهاكات خلال الحرب السورية عبر مسارات اللجوء.
القضية أثارت نقاشًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية الهولندية حول آليات التدقيق في خلفيات طالبي اللجوء، والتحديات التي تواجه السلطات لضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم الخطيرة من المساءلة.
النيابة أكدت أن التحقيق ما يزال مستمرًا، وأن المتهم قد يواجه محاكمة تُعد من بين الأكبر في ملفات الجرائم الدولية المرتبطة بالنزاع السوري. ووصف مسؤولون العملية بأنها “رسالة واضحة” بأن اللجوء لا يشكّل ملاذًا لمن يعتقد أن بإمكانه الإفلات من ماضيه.



