
لاهاي : نور الحمدان
طالبت البلديات الهولندية الحكومة المؤقتة باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة استقبال طالبي اللجوء، محذّرة من أن الأوضاع لم تعد قابلة للاستمرار.
وفي رسالة وجهتها رئيسة رابطة البلديات الهولندية (VNG) ورئيسة بلدية أوتريخت، شارون دايكسما، إلى الحكومة، أكدت أن “الوضع يخرج عن السيطرة، والبلديات لم تعد قادرة على أداء مهامها بالشكل المطلوب”.
وأشارت دايكسما إلى حوادث تعطيل اجتماعات المجالس المحلية المتعلقة باللجوء، وتعرّض بعض المسؤولين المحليين للتهديد، إضافة إلى الاكتظاظ الحاد في مركز التسجيل بتير آبل خلال الأسابيع الماضية، وما يرافقه من مشاكل ناجمة عن بعض طالبي اللجوء المسبّبين للإزعاج.
كما تطرقت الرسالة إلى الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها مدينة لاهاي ضد سياسة اللجوء، والتي تحولت إلى أعمال عنف طالت الشرطة ومقر حزب D66، ما دفع السلطات للتدخل بصعوبة للحفاظ على النظام العام.
وفي الليلة نفسها، شهدت بلدية نوردفيك اضطرابات خلال اجتماع حول إنشاء مركز إيواء جديد، حيث أُلقيت قنابل دخانية وألعاب نارية، وتعرض صحفيون ورجال شرطة للاعتداء. أما في أمستردام، فقد اضطرت البلدية إلى تعليق خطط إنشاء مراكز استقبال جديدة، بعد احتجاجات حادة من السكان.
وأكدت البلديات في رسالتها أنها طالبت مرارًا الحكومة بتقديم الدعم، إلا أن الاستجابة كانت غائبة. وقالت دايكسما: “لقد حذرناكم مبكرًا، لكن الشروط الأساسية لم تُستوفَ بعد”.
وحذّرت رابطة البلديات من أن غياب التدخل الحكومي يهدد سيادة القانون والديمقراطية، ويعرّض سلامة المواطنين والمسؤولين للخطر، كما يضع البلديات في موقف صعب يعيق التزامها بالاتفاقيات الدولية الخاصة باستقبال اللاجئين.
وشددت البلديات على أن مسؤولية تنظيم استقبال اللاجئين تقع أولًا على عاتق الحكومة المركزية، مطالبة بتوفير “غطاء سياسي”، وضمان استقرار القوانين، وتسريع معالجة سلوكيات طالبي اللجوء المسبّبين للمشاكل.



