
أعربت وزارة الداخلية السورية عن “بالغ القلق والأسى” إزاء التطورات الأمنية الأخيرة في محافظة السويداء، التي شهدت خلال الساعات الماضية مواجهات دموية بين مجموعات محلية وعشائرية، أسفرت – وفق حصيلة أولية – عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح.
وقالت الوزارة في بيان صدر مساء الأحد إن “الاشتباكات المؤسفة التي اندلعت في حي المقوس بمدينة السويداء جاءت نتيجة توترات متراكمة خلال الفترات السابقة”، مؤكدة أن ما جرى يُعد تطوراً خطيراً في ظل غياب المؤسسات الرسمية المعنية، ما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى وعجز المجتمع المحلي عن احتواء الأزمة.
وتعود بداية التوترات، بحسب المصادر، إلى حادثة سلب تعرض لها سائق شاحنة خضار من أبناء السويداء على طريق دمشق – السويداء من قبل مجموعة مجهولة، في حادثة جاءت ضمن سلسلة من الانتهاكات التي طالت مدنيين على هذا الطريق خلال الشهرين الماضيين، على الرغم من اتفاق تم التوصل إليه في أيار/مايو الماضي بين الحكومة وفعاليات دينية واجتماعية محلية بهدف تأمينه.
وتطورت الحادثة لاحقاً إلى عمليات خطف متبادلة، إذ أقدمت مجموعة مسلحة على اختطاف عدد من المواطنين المنتمين لعشائر البدو، ما دفع فصائل عشائرية إلى الرد بخطف عدد من المواطنين الدروز، ما أشعل صراعاً مسلحاً امتد حتى صباح الإثنين، قبل أن تثمر جهود الوساطة عن الإفراج المتبادل عن جميع المخطوفين.
وفي خضم التصعيد، أظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون انضمام فصائل مسلحة من محافظتي درعا وريف دمشق إلى المواجهات دعماً للعشائر، في حين ظهر أحد عناصر الأمن العام في تسجيل مصور وهو يطلق عبارات طائفية. وأعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة درعا توقيف العناصر الظاهرين في الفيديو، مؤكدة أنهم تحدثوا “بشكل فردي وغير مخول”، مشددة على إحالتهم إلى التحقيق وتعليق عملهم.
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن وحدات من قواتها، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ستبدأ “تدخلاً مباشراً في المنطقة لفض النزاع وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص، في إطار جهود استعادة الاستقرار وترسيخ سلطة القانون”.
وتداولت وسائل إعلام محلية أنباء عن سيطرة فصائل مسلحة خارجية على بلدة الطيرة غرب السويداء وإحراق عدد من المنازل والمحال التجارية، قبل انسحابها إثر مواجهات عنيفة مع مجموعات محلية. كما تم تداول أنباء عن تقدم مماثل نحو قرية الصورة الكبيرة شمال المحافظة، وهجوم واسع طال قرى تعارة والدور ودويرة في الريف الغربي صباح الإثنين.
وتأتي هذه الأحداث في وقت لا تزال فيه أجواء التوتر مستمرة بين الحكومة وبعض المرجعيات الدينية والاجتماعية في السويداء، على خلفية عدم تطبيق اتفاق أيار بشكل كامل، رغم انضمام مئات الشبان لقوى الأمن الداخلي، في حين بقي النفوذ الميداني الأقوى بيد الفصائل المحلية منذ انهيار قبضة النظام في المنطقة.
و ذكر مصدر خاص لـ بالعربية NL NEWS أن المواطنين في السويداء شاهدوا بعض المجموعات المسلحة و هي ترفع أعلام ” داعش ” الارهابية و أكد المصدر أن هذه المجموعات المسلحة قامت بحرق بعض القرى المحيطة بمحافظة السويداء و قتلوا و هجروا أهلها .



