بروكسل : خالد بكداش
أعلنت وكالة الشرطة الأوروبية يوروبول عن دعمها للمرحلة الثانية من التحقيقات التي تجريها كلٌّ من الشرطة المولدوفية والأوكرانية بشأن جرائم حرب يُعتقد أن عناصر من مجموعتي فاغنر وريدوت الروسيتين تورطوا فيها خلال الحرب ضد أوكرانيا.
وقالت يوروبول، في بيان نشرته اليوم 31 أكتوبر 2025، إن فريق الجرائم الدولية الأساسية التابع لها قدّم دعمًا فنيًا وتحليليًا للسلطات الوطنية في تحديد هوية المشتبه بهم وجمع الأدلة، كما شاركت وحدة الإحالة على الإنترنت بالاتحاد الأوروبي في العملية، التي استهدفت أفرادًا يُعتقد أنهم ارتكبوا انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني أثناء الحرب
الروسية على أوكرانيا
وأسفرت التحقيقات عن تحديد هوية 654 عنصرًا من المرتزقة التابعين لمجموعتي فاغنر وريدوت، شاركوا في العمليات القتالية ضد أوكرانيا. وشملت قائمة المشتبه بهم مواطنين من أوكرانيا ومولدوفا وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأذربيجان وأرمينيا والبوسنة والهرسك. ويُعتقد أن هؤلاء ارتكبوا جرائم حرب تشمل العنف الجنسي، وإعدام أسرى الحرب، وقتل مدنيين.
وخلال يوم العملية في 29 أكتوبر 2025، نفّذت السلطات 70 عملية مداهمة في مولدوفا وأوكرانيا، صادرت خلالها أسلحة نارية وأخرى بيضاء وذخائر وزيًا عسكريًا وشعارات لفاغنر، بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية. كما تم جمع أدلة مصوّرة وفيديوهات تشير إلى مشاركة بعض مواطني أوكرانيا ومولدوفا في القتال داخل أوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ضمن صفوف هذه الميليشيات الروسية.
وذكرت يوروبول أن السلطات الأوكرانية شاركت عبر قنواتها الآمنة بيانات تشمل 280 اسمًا لأجانب يُشتبه في تورطهم في القتال. ومنذ بدء التحقيقات، تمكّنت السلطات من كشف مواقع تجنيد وتدريب، ورسم هياكل القيادة، وتوثيق جرائم حرب من بينها إعدامات ميدانية للمدنيين، واستخدام أسلحة محظورة، وقصف مدن أوكرانية. كما وُجّهت تهم الخيانة العظمى إلى 11 مواطنًا أوكرانيًا لانضمامهم إلى فاغنر وريدوت.
وخلال العملية، أنشأت يوروبول مركز قيادة افتراضيًا لتسهيل التواصل بين الأجهزة الأمنية المعنية، وساهمت في تحليل البيانات الميدانية ومقارنتها بقواعد بياناتها ومصادرها المفتوحة (OSINT).
وأكدت الوكالة أن دعمها يأتي في إطار تعزيز التعاون لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، مشيرة إلى أنها ترتبط باتفاقيات تشغيلية مع أوكرانيا (موقعة عام 2016 ودخلت حيز التنفيذ عام 2017) ومولدوفا (موقعة عام 2014 ومحدّثة في 2020)، بما يسمح بتبادل المعلومات وتنسيق العمليات المشتركة لحماية أمن الاتحاد الأوروبي وجيرانه الشرقيين.