الإسماعيلية : داليا عطية
احتفت محافظة الإسماعيلية، التي تُلقب بمدينة السحر والجمال، وأيضًا مدينة الكفاح والتضحيات، بمرور ١٠٠ عام على تشييد النُصُب التذكاري لضحايا الحرب العالمية الأولي بمنطقة جبل مريم، و كذلك مرور ١٥٦ عام علي افتتاح قناة السويس للملاحة .
تعود قصة النُصُب التذكاري، إلى وفاء الدولة المصرية، حين قررت تخليد ذكرى الدفاع عن قناة السويس عام ١٩١٥ ، خلال الحرب العالمية الأولى، بواسطة وحدات من الجيوش البريطانية، والمصرية، والفرنسية، والإيطالية التابعة لقوات الحلفاء البرية، والبحرية .
في عام ١٩٢٥ نظمت شركة قناة السويس العالمية، مسابقة؛ لإنشاء النُصُب التذكاري، بالقرب من مدينة الإسماعيلية في مصر، وفاز بالمسابقة النحات Raymond Delmarre بالاشتراك مع المعماري Michel Roux – Spitz .
النُصُب التذكاري مصنوع بالكامل من الجرانيت المشذّب بدقة، أما تكوينه فجاء من مسلتين ضخمتين بارتفاع ٤٠ مترًا، تفصل بينهما فتحة ضيقة ترمز إلى ممر قناة السويس .
وعند قاعدة النُصُب التذكاري تقف شخصيتان عملاقتان بجناحين بطول ١٣ مترًا، وهما ” العقل الهادئ” حاملة للشعلة، و “القوة الصارمة” حارسة لمصير البلاد .
وقع الاختيار على جبل مريم؛ ليكون موقع بناء النُصُب التذكاري، وهو عبارة عن هضبة مرتفعة بخوالي ٣٠ مترًا فوق مستوى بحيرة التمساح؛ مما يعزز تأثير النُصُب المعماري، حيث وجود منحدرات واسعة، تؤدي إلى منصة النُصُب الذي يعلو بأكثر من ٧٠ مترًا فوق قناة السويس، ويُشكّل معلمًا بارزًا لجميع السفن العابرة .
وكتب المعماري Roux – Spitz إلى Delamarre رسالةً قال فيها : ” لن يكون حول نُصُبنا أي نبات، بل سيقف مثل منارة مزدوجة ضخمة يمكن رؤيتها من عدة كيلومترات، أعتقد أنه يجب النحت بدقّة، ونعومة، فالأسلوب الخشن لا يتماشى مع ما نراه في مصر من نقاء، وخطوط واضحة كصفاء السماء فوق الرمال الذهبية، كل خط عمودي هنا له أهمية بالغة، وارتفاعنا البالغ ٤٠ مترًا سيكون له وقع كبير “.
وجاء افتتاح النُصُب التذكاري، رسميًا، في ٣ فبراير ١٩٣٠ على ضفاف بحيرة التمساح، وتم صك ميدالية تذكارية من تصميم Delamarre بمناسبة الافتتاح .
وحضرت (NL NEWS بالعربية) هذا الحفل، بوجود اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وعدد كبير من الدبلوماسيين، والعسكريين .
