امستردام – نور الحمدان
أعلنت الحكومة الهولندية المؤقتة عزمها اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا ثبت أن الأخيرة لم تلتزم بالاتفاقات المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. جاء ذلك في تصريح لرئيس الوزراء الهولندي، مارك شوف، على منصة “X”.
وفي خطوة لافتة خلال العطلة الصيفية، عقد شوف اجتماعًا مع نائبي رئيس الوزراء، ووزير الخارجية هنري فيلدكامب، ووزير الدفاع كاسبر بريكلمانز، في قصر كاتسهاوس بلاهاي، لمناقشة الخيارات المتاحة. ومن المنتظر أن يقدّم فيلدكامب مساء اليوم إحاطة لمجلس النواب بشأن تلك الإجراءات المحتملة.
خلفية أوروبية وضغوط محلية
تأتي هذه التحركات في ظل اتفاق أُبرم مطلع الشهر بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، يهدف إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وفتح معابر إضافية. ومن المقرر تقييم تنفيذ الاتفاق قريبًا ضمن الإطار الأوروبي. لكن، في حال تبيّن أن إسرائيل لا تفي بتعهداتها، فقد تتخذ هولندا خطوات منفردة.
ووفقًا لتصريحات شوف، فإن هولندا لن تكتفي بإجراءات وطنية، بل ستسعى أيضًا لدفع الاتحاد الأوروبي نحو خطوات أكثر صرامة، منها تقليص العلاقات التجارية. ومن بين الإجراءات المقترحة دعم هولندا لفكرة استبعاد إسرائيل من برنامج “هورايزون”، الذي يُعد أحد أبرز برامج الاتحاد الأوروبي لدعم المشاريع البحثية والابتكارية.
التحقيق في الانتهاكات والانتقادات الدولية
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد اعتبر سابقًا أن ممارسات إسرائيل في غزة تُعد انتهاكًا لاتفاقية التجارة الموقّعة بين الطرفين. وعلى هذا الأساس، فتح الوزير فيلدكامب تحقيقًا رسميًا في الموضوع.
وفي السياق ذاته، تتزايد الضغوط على الحكومة الهولندية لاتخاذ موقف أكثر صرامة. فقد شهدت البلاد مظاهرات شارك فيها آلاف الأشخاص في محطات القطارات، حاملين الأواني والمقالي، احتجاجًا على الوضع الإنساني في غزة. كما عبّرت منظمات إغاثة، وعدد من الأحزاب السياسية، وحتى بعض الأوساط الدبلوماسية – في تحرك نادر – عن استيائهم من سياسة الحكومة الحالية.
ورغم مناقشة عشرة تدابير عقابية ضد إسرائيل خلال اجتماع في بروكسل قبل أسبوعين، قرر الاتحاد الأوروبي آنذاك عدم المضي في أي منها. إلا أن منسقة السياسة الخارجية الأوروبية، كايا كالاس، أكدت أن تلك الإجراءات ستظل مطروحة إذا لم تُحترم الاتفاقات.
ردّ فعل إسرائيلي
في المقابل، ردّ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على حسابه في منصة “X”، متهمًا رئيس الوزراء الهولندي بعدم نقل فحوى الاتصال الهاتفي بينهما بدقة. واعتبر أن اتخاذ خطوات من هذا النوع سيكون “خطأ فادحًا”، خاصة في ظل ما وصفه بـ”جهود إسرائيل المستمرة لتحسين وصول المساعدات الإنسانية”. كما أعرب هرتسوغ عن أسفه لعدم الإشارة إلى مناشدته بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
تحول في السياسة الهولندية
المراسلة السياسية نوشكا فان دير مايدن علّقت على هذه التطورات قائلة إن هولندا دخلت مرحلة جديدة من التعامل مع الأزمة، حيث لم تعد تكتفي بالضغط الدبلوماسي، بل أصبحت مستعدة لاتخاذ خطوات أحادية، بما في ذلك فرض عقوبات مباشرة. واعتبرت فان دير مايدن أن هذا التحول يعكس تزايد شعور الحكومة الهولندية بأن الوضع في غزة لا يشهد أي تحسن ملموس.
