
امستردام – محمد رائد كعكة
شهدت محطات القطارات في مختلف أنحاء هولندا احتجاجات واسعة شارك فيها آلاف المتظاهرين، للمطالبة بإنهاء المجاعة والأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. استخدم المحتجون أدوات منزلية مثل الأطباق والمغارف لإحداث ضجيج رمزي، تعبيرًا عن رفضهم للحصار المفروض على غزة ومنع دخول المساعدات.
في محطة أمستردام المركزية وحدها، احتشد نحو 1500 متظاهر داخل القاعة الرئيسية، فيما شهدت محطة روتردام تجمعًا لنحو ألف شخص. وامتدت المظاهرات إلى لاهاي، أوتريخت، لايدن، وأنشخيديه، إضافة إلى مدن أخرى مثل خرونينغن، أيندهوفن، أمرسفورت، هينغيلو، آسن، ودين بوش، حيث نظمت احتجاجات أصغر.
إغلاق مؤقت وإجراءات تنظيمية
في محطة أوتريخت المركزية، أدى الاكتظاظ الشديد داخل القاعة الرئيسية إلى إغلاق مؤقت لأحد مداخل المحطة من قِبل موظفي السكك الحديدية، وفقًا لقناة RTV Utrecht، حيث سُمح للناس بالخروج، لكن مُنع الدخول مؤقتًا، قبل إعادة فتح المدخل لاحقًا.
وانتقل بعض المتظاهرين في أمستردام وآيندهوفن من محطات القطار إلى وسط المدينة، حيث واصلوا التظاهر بمشاركة محدودة من الشرطة.
رموز فلسطينية ومطالبات بالعقوبات
رفع المتظاهرون العديد من الأعلام الفلسطينية، وارتدى بعضهم الكوفية والقمصان الحمراء، في إشارة إلى الاحتجاجات السابقة تحت شعار “الخط الأحمر”. ونظّمت مؤسسة الجالية الفلسطينية في هولندا (PGNL) هذه الاعتصامات، ووزعت منشورات تحث على اتخاذ إجراءات ملموسة، بينها فرض عقوبات على إسرائيل، حظر تصدير الأسلحة، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، إضافة إلى الانخراط في احتجاجات لاحقة.
دعوة رسمية لموقف واضح
وفي موقف لافت، نشرت عمدة أمستردام فيمكي هالسيما بيانًا عبر إنستغرام دعت فيه الحكومة الهولندية إلى “الوقوف إلى جانب القانون والعدالة” والتنديد بوضوح بالعنف الإسرائيلي في غزة. وأكدت أن هذه الدعوة لا تُمثّل فقط وجهة نظرها، بل تعبر عن موقف مجلس بلدية المدينة وشرائح واسعة من السكان.
وأضافت هالسيما أن على هولندا أن تعكس احترامها لحقوق الإنسان — التي تُعدّ ركيزة في سياساتها الخارجية — بشكل فعلي وواضح، من خلال مواقف أكثر حزمًا تجاه ما يحدث في القطاع.



