محمد رائد كعكة
أعلنت السفارة القطرية في دمشق، اليوم الجمعة، عن انطلاق المرحلة الثانية من مشروع دعم الطاقة الكهربائية في سوريا، وذلك ضمن إطار مبادرة صندوق قطر للتنمية، وبالتعاون المباشر مع وزارة الكهرباء السورية.
وذكرت السفارة في بيان رسمي نشرته عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن المرحلة الجديدة من المشروع ستتضمن تزويد سوريا بـ 800 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، ابتداءً من الثاني من آب/أغسطس 2025 ولمدة عام كامل. وسيجري نقل الكهرباء عبر شبكة الربط الإقليمي مروراً بكل من أذربيجان وتركيا، قبل أن تصل إلى الأراضي السورية.
وبحسب ما أوضحته السفارة، فإن الكهرباء المستوردة ستصل أولاً إلى محطة التوليد في مدينة حلب، والتي تعد إحدى المحطات الرئيسية في الشمال السوري، ومنها سيتم توزيع التيار الكهربائي إلى مختلف المناطق والمدن السورية، مما سيساهم بشكل كبير في تحسين واقع التغذية الكهربائية في البلاد.
وتُقدّر السفارة القطرية أن المشروع سيُفضي إلى زيادة ساعات التغذية اليومية لتصل إلى خمس ساعات يومياً، أي بزيادة نسبتها حوالي 40% مقارنة بالمستوى الحالي. ومن المتوقع أن يستفيد من هذا التطور أكثر من خمسة ملايين مشترك في عموم سوريا، لا سيما في المناطق التي تعاني من ضعف حاد في التيار الكهربائي نتيجة سنوات من تضرر البنى التحتية جراء النزاع المستمر.
وتأتي هذه المرحلة الثانية استكمالاً للمرحلة الأولى التي أطلقتها قطر في وقت سابق، والتي كانت قد وفّرت 400 ميغاواط من الكهرباء، وأسهمت بشكل فعّال في استقرار الشبكة الكهربائية، لا سيما في المناطق الحيوية ذات الكثافة السكانية العالية والأنشطة الاقتصادية النشطة. وأشارت السفارة إلى أن المرحلة الأولى ساعدت في تعزيز قدرات القطاع الصناعي، ورفع عدد ساعات التشغيل في المناطق الحيوية من 16 ساعة إلى 24 ساعة يومياً، ما شكّل نقلة نوعية في تحسين جودة الخدمات العامة ودعم عجلة الاقتصاد.
ويعد هذا المشروع جزءاً من الجهود القطرية المستمرة لدعم الشعب السوري في المجالات الإنسانية والخدمية، حيث تركز دولة قطر منذ سنوات على مبادرات التنمية وإعادة التأهيل في قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، والإمدادات الأساسية كالكهرباء والمياه.
ويُتوقع أن يسهم هذا الدعم في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة المحلية المتضررة، وتخفيف الضغط على محطات التوليد المحلية، في وقت تعاني فيه سوريا من نقص كبير في الوقود وصعوبات في صيانة الشبكات ومحطات الإنتاج.
