في حدث تاريخي غير مسبوق، فاز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك بعد سباق انتخابي حافل شهد تنافساً قوياً ومشاركة جماهيرية واسعة. ويُعد هذا الفوز نقطة تحوّل بارزة في المشهد السياسي الأميركي، إذ أصبح ممداني أول مسلم وأول أميركي من أصول جنوب آسيوية يتولى قيادة أكبر مدينة في الولايات المتحدة.
فوز يغيّر قواعد اللعبة
تمكّن ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، من تحقيق فوز مفاجئ ومثير على خصومه البارزين، بينهم السياسي المخضرم أندرو كومو. بهذا الإنجاز، أصبح أصغر عمدة في تاريخ نيويورك منذ أكثر من قرن، ما يعكس التغيير الجيلي والتحول نحو سياسات أكثر تقدمية وشمولية في المدينة.
حملة تُخاطب الناس
خلال حملته الانتخابية، ركّز ممداني على قضايا العدالة الاجتماعية، والإسكان الميسور، وتحسين خدمات النقل العام، ورفع الحد الأدنى للأجور. واتخذ شعاراً لافتاً هو: “مدينة تنبض بالفقراء والعاملين”، ما لامس وجدان شريحة واسعة من سكان المدينة الذين شعروا بأنهم مهمَّشون من السياسات التقليدية السابقة.
لحظة نصر ورسالة أمل
في خطاب الفوز، قال ممداني:
“شكراً لجيل نيويورك القادم الذي رفض أن يكون وعد المستقبل مجرد ذكرى من الماضي.”
كلماته عبّرت عن روح حملته، التي اعتمدت على العمل الشعبي والتواصل المباشر مع المواطنين، خاصة الشباب والطبقات العاملة، الذين رأوا فيه صوتاً جديداً يمثلهم.
ما بعد الفوز
من المنتظر أن يتسلّم ممداني مهامه رسمياً في الأول من يناير 2026، حيث وعد بالبدء فوراً في تنفيذ عدد من السياسات الجريئة، مثل تجميد الإيجارات في الوحدات السكنية المنظمة، وتوسيع خدمات النقل العام المجاني، ووضع خطة شاملة لتخفيف أعباء المعيشة عن العائلات ذات الدخل المحدود.
ومع أن الطريق أمامه لن يكون سهلاً، فإن فوزه يمثل لحظة فارقة في تاريخ نيويورك، ورسالة قوية بأن التغيير أصبح ممكناً عندما تتوحّد إرادة الناس حول رؤية جديدة لمستقبل مدينتهم.
