بروكسل : هديل مشلّح
رغم مرور أكثر من 18 شهرًا على اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، لا تزال آلة الحرب تواصل قصفها المكثف، وسط تدهور إنساني غير مسبوق. في هذا المشهد المأساوي، يواصل الصحفيون الفلسطينيون أداء مهامهم في ظروف بالغة الخطورة، مخاطرين بحياتهم لنقل الحقيقة من قلب الميدان.
وفي هذا الإطار، أطلق الاتحاد الدولي للصحفيين دعوة عاجلة للنقابات والجمعيات الصحفية حول العالم، إضافة إلى المنظمات المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، لدعم مشروع إنشاء مركز إعلامي جديد في قطاع غزة. ويهدف المركز إلى توفير مساحة آمنة تمكن الصحفيين من مواصلة عملهم المهني والإنساني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
وكان أول مركز للتضامن الإعلامي قد أنشئ في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، في يونيو/حزيران 2024 بمبادرة من الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين. وقد وفر المركز بيئة عمل آمنة وخدمات كهرباء وإنترنت مجانية، مكّنت الصحفيين من مواصلة تغطية الأحداث ونقل معاناة السكان إلى العالم.
كما شكّل المركز مقرًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في خان يونس، حيث أقيمت فيه دورات تدريبية في السلامة المهنية وورش عمل لبناء قدرات الصحفيين الميدانيين الذين يغطون الحرب في ظروف غاية في الخطورة.
وجاء تنفيذ هذه المبادرة بدعم من صندوق العدالة الاجتماعية التابع لاتحاد العمل الكندي “يونيفور”، وصندوق التضامن التابع لاتحاد الصحفيين النرويجي، إضافة إلى صندوق السلامة التابع للاتحاد الدولي للصحفيين، في تجسيد حقيقي لقيم التضامن الدولي مع الصحفيين في غزة.
ومع عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة بداية عام 2025، وجد العديد من الصحفيين وعائلاتهم أن منازلهم ومقار عملهم قد دُمرت بالكامل. وأكد تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، في تصريح للاتحاد الدولي للصحفيين:
“نحن بحاجة ماسّة إلى الدعم لإعادة بناء قطاع الإعلام في غزة. لقد دمر القصف الإسرائيلي كل البنى التحتية الإعلامية، ويحتاج الصحفيون لأماكن آمنة تمكّنهم من استئناف عملهم.”
وبالنظر إلى حجم الدمار الهائل في البنية الإعلامية، وضع الاتحاد الدولي للصحفيين، بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أولوية قصوى لإنشاء مركز جديد في حي الرمال بمدينة غزة، على أرض وفرتها بلدية غزة لهذا الغرض. وقد تم إخطار كل من الحكومة الإسرائيلية والأمم المتحدة بنيّة إنشاء المركز، الذي سيُدار من قبل الأمين العام لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.
وسيوفر المركز خدمات الكهرباء والإنترنت مجانًا، إضافة إلى كونه مقرًا ميدانيًا للنقابة لتقديم الدعم المهني للصحفيين والعاملين في الميدان.
وقد أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن شكره العميق للمنظمات التي أبدت التزامها بدعم هذا المشروع، وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين النرويجيين، واتحاد الصحفيين في فنلندا، ومنظمة “الصحافة الحرة غير المحدودة” التي ستساهم في تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل المركز الجديد.
ودعا الاتحاد الدولي كافة المنظمات والأفراد الراغبين في المساهمة بدعم مراكز التضامن الإعلامي في غزة، إلى تقديم تبرعاتهم عبر الحساب البنكي المخصص، مع ضرورة الإشارة في خانة الوصف إلى عبارة: Media Solidarity Centre.
المصدر : IFJ
