Site icon NL NEWS

فرنسا تمضي في الاعتراف بدولة فلسطينية وسط رفض إسرائيلي غاضب

باريس – محمد رائد كعكة

أعلنت فرنسا عزمها المضي قدمًا في الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، وهو ما أكده الرئيس إيمانويل ماكرون في رسالة وجهها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشيرًا إلى أن الخطوة ستُعرض رسميًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. ويأتي هذا القرار بعد أشهر من التصريحات الفرنسية الداعية لحل الدولتين، لكنه الآن يتخذ طابعًا رسميًا.

التحرك الفرنسي قوبل بغضب شديد من الجانب الإسرائيلي، حيث وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس الخطوة بأنها “عار واستسلام للإرهاب”، مؤكدًا أن إسرائيل “لن تقبل أبدًا بإنشاء كيان فلسطيني يشكل تهديدًا لأمنها ووجودها”.

وفي رسالته، دعا ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، كما طالب حركة حماس بإلقاء السلاح، وركّز على ضرورة إعادة إعمار غزة. وشدد على أن تأسيس دولة فلسطينية، بالتوازي مع نزع السلاح والاعتراف الكامل بإسرائيل، يعدّ شرطًا لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

توتر متصاعد بين باريس وتل أبيب

العلاقات بين باريس وتل أبيب شهدت توترًا متصاعدًا في الفترة الأخيرة، إذ سبق للرئيس الفرنسي أن وصف الحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة في مايو/أيار بـ”الوقح”. وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتهام ماكرون بـ”التحالف مع منظمة إرهابية قاتلة”، في إشارة إلى حماس.

وفي تصعيد إضافي، نشر يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، منشورات على مواقع التواصل يدعو فيها إلى استقلال بعض الأقاليم الفرنسية مثل كاليدونيا الجديدة وبولينيزيا الفرنسية، ردًا على توجه ماكرون للاعتراف بفلسطين. وأوضح نتنياهو الأب لاحقًا أن تصريحات ابنه “غير ملائمة”، لكنه اتهم ماكرون بـ”النفاق السياسي”.

تزايد الاعتراف الأوروبي

فرنسا تُعدّ من أكثر الدول الأوروبية نفوذًا التي تعلن عن نيتها الاعتراف بفلسطين، لتنضم بذلك إلى دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا، السويد، وأيرلندا التي سبق أن اتخذت خطوات مماثلة.

رغم أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193، تعترف حاليًا بفلسطين كدولة، إلا أن العديد من الدول الأوروبية ما تزال مترددة، وغالبًا ما تندرج هذه الدول ضمن الحلفاء التقليديين لإسرائيل.

من جهتها، لا تعترف هولندا حتى الآن بدولة فلسطينية، لكنها تؤيد حل الدولتين. وكانت وزارة الخارجية الهولندية قد صرحت العام الماضي، تعليقًا على اعتراف أيرلندا والنرويج وإسبانيا، بأن “الاعتراف الأحادي لا يقرب الحل في هذه المرحلة، ويتطلب مزيدًا من الدراسة والتوقيت المناسب”.

Exit mobile version