
الصحفية ريم رفعت بطال ….
في الثاني من ديسمبر يتجدّد الوهج، وتتنفس الإمارات عبق الاتحاد، ذلك اليوم الذي لا يُعدّ مجرد ذكرى وطنية فحسب، بل هو حكاية مجدٍ تنسجها سبع إمارات جمعتها الإرادة ووحّد بينها الحلم والصورة التاريخية للآباء المؤسسين لقيام دولة الامارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر عام 1971 .
في عيد الاتحاد الرابع والخمسين تتجدد الروح، ويعلو صوت الفخر في سماء وطن صنع لنفسه مكانًا بين الأمم، وطنٌ احتضن أبناءه والمقيمين على أرضه وفتح ذراعيه لكل من جاءه حاملًا أملاً أو حُلماً. وفي هذه المناسبة العظيمة نظّم النادي الثقافي العربي في الشارقة أمسية شعرية مفعمة بالحب والوفاء حملت عنوان “على ذُرى المجد”، لتكون تحية شعر وشعور إلى الإمارات، وإلى هذا الصرح الاتحادي الذي بُني على المحبة والإنسانية والانتماء.
نظّم النادي الثقافي العربي في الشارقة أمسية شعرية مميزة بعنوان “على ذُرى المجد” احتفالًا باليوم الوطني الرابع والخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد حضر الأمسية كلٌّ من الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، والأستاذ محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية وعضو مجلس الإدارة، إلى جانب حضور واسع من المثقفين والكتاب والشعراء.
شارك في الأمسية نخبة من الشعراء العرب الذين أضفوا على المكان أجواءً دافئة وعاطفية تُجسّد حبهم وامتنانهم لدولة الإمارات، ومن بينهم:
الدكتور عبد الرزاق الدرباس، الدكتور إياد عبد المجيد، الدكتور أكرم قنبس، الدكتور مجدي الحاج، الشاعرة ساجدة الموسوي، الشاعرة هبة الفقي، الشاعر علي مصطفى لوان، والشاعر عامر سلطان الشبلي.
وقد قدّم الأمسية ببراعة الدكتور أحمد عقيلي.
كانت الأمسية لوحةً نابضة بالمشاعر، حيث عبّر الشعراء من عدة دول عربية المقيمين وأيضا ابن الإمارات الشاعر عامر الشبلي —عن حبهم للإمارات، وعن ارتباط مشاعرهم بوطنهم الأم وبوطنهم الثاني الإمارات، التي احتضنتهم في سنوات الغربة ومنحتهم الأمان والاستقرار. جميع القصائد والكلمات كانت رائعة وكان أبرزها
قصيدة ساجدة الموسوي – “رسالة إلى أبي”
ومن أبرز ما أُلقي في الأمسية، قصيدة الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي التي روت فيها قصة حدثت عند قدومها إلى الإمارات، حين سألها والدها عن حالها في غربتها. فجاء ردّها رسالة شعرية حملت الكثير من الامتنان، قالت فيها:
“رسالة إلى أبي
لا تقلق يا أبتي فأنا في أحسن حالاتي
في وطنٍ أجمل ما فيه مروءته
وعيونُ الناس تذوب حياءً من فَرط تأدّبهم
يبنون بصمتٍ ملائكةً للحاضر والآتي
لو أحلم لن ألقى في حلمي أجمل منه
ففيه فؤادك يحيى
وجمالٌ عطّل كلَّ مرايا الدنيا ليقول: هنا مرآتي
لا تقلق يا أبتي
فالبحر صديقي
والنخل يظلّل دربي
ونجومُ العلياء تُناغي أوقاتي
يسعدني أن أسكن في وطنٍ لا أدري
عن أيّ شمائله أحكي
كلُّ غريبٍ فيه تمنّى لو كان إماراتي
ماذا أكتب يا أبتي…
والله تضيق عباراتي.”
لقد لامست هذه الكلمات قلوب الحاضرين لما حملته من صدق وعرفان ومحبة لوطن قدم الكثير لأبنائه والمقيمين فيه.
وفي ختام الأمسية قام النادي الثقافي العربي بتكريم الشعراء المشاركين، وسط أجواء من الفرح والتقدير، على أمل تجدد اللقاء في احتفالات قادمة أكثر بهجة وتألقًا.
لكن فرحة اليوم الوطني لم تقف عند حدود الأمسية؛ فالإمارات كلها ترتدي ثوب الفرح، من أبوظبي إلى العين ودبي وأم القيوين والشارقة ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة.
هذا العيد العظيم—عيد الاتحاد—يجمع أبناء الإمارات والمقيمين والزائرين على حدٍّ سواء، فكلُّ من تطأ قدماه هذه الأرض يشعر وكأنه ابنها، لما تقدمه الإمارات من حب وأمان وكرم إنساني فريد.
وهكذا اختُتمت الأمسية كما بدأت، عامرةً بالامتنان، زاخرةً بالمحبة التي لا تعرف حدودًا بين وطنٍ وقلوبٍ أحبّته. بقيت كلمات الشعراء تحلّق فوق سماء الإمارات، الدولة التي منحت الأمان للجميع وقدمت نموذجًا يحتذى في التسامح والوحدة والإنجاز.
ومع انتهاء الحفل، استمرت الاحتفالات في كل إمارة، لتؤكد أن عيد الاتحاد ليس مجرد ذكرى، بل هو روح متجددة تعيش في كل قلب يقطن هذه الأرض الطيبة. سيظل هذا اليوم شاهدًا على قوة الاتحاد، وعلى الحب الذي يجمع الجميع تحت راية واحدة… راية الإمارات، وطن النور والإنسانية والمستقبل….




Interesting read! High RTP is key for long-term enjoyment, and platforms like play super ace apk seem to understand that. It’s smart to look beyond just flashy games and focus on statistical advantages – a solid approach for any player.