القاهرة : داليا عطية
استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي، الرئيس “لي جاي ميونغ” رئيس جمهورية كوريا والسيدة قرينته.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس كوريا في مصر، منذ توليه منصبه في يونيو الماضي، وتتزامن مع احتفال البلدين بمرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما .
وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطورًا مشتركًا في المجالات كافة، وبالأخص المجالات الاقتصادية، والاستثمارية، والثقافية، بالإضافة إلى مجال التعليم،
وقد شهد لقاء اليوم توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي الثقافة والتعليم .
وتطلع مصر لزيادة حجم أعمال الشركات الكورية، واستثماراتها في مختلف القطاعات ذات الأولوية، خاصة الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وصناعة السيارات، وبناء السفن، والذكاء الاصطناعي، والبتروكيماويات، والتعدين، مع التركيز على توطين هذه الصناعات داخل مصر .
وفي المقابل أكد الرئيس “لي جاي ميونغ” حرص كوريا على تطوير التعاون مع مصر، في جميع المجالات، سواء على مستوى العلاقات الحكومية التنموية، أو من خلال نشاط الشركات الكورية في السوق المصرية، مشيدًا بالإنجازات التي حققتها الدولة المصرية خلال العقد الأخير، والتي كان آخرها افتتاح المتحف المصري الكبير .
وتناولت المباحثات الثنائية بين مصر وكوريا القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، منها جهود مصر الرامية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقرار مجلس الأمن ذي الصلة، وتأكيد موقف مصر الثابت القائم على حل الدولتين، كسبيل وحيد لتحقيق السلام الدائم، والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
و ثمّن الرئيس الكوري دور مصر المحوري في تحقيق السلام، ودعم الاستقرار بالشرق الأوسط، لاسيما جهود الرئيس السيسي التي أفضت إلى وقف الحرب في قطاع غزة، واستضافة قمة شرم الشيخ للسلام، مؤكداً تأييد بلاده لحل الدولتين، وللجهود المصرية ذات الصلة .
و استعرض الرئيس الكوري موقف بلاده إزاء التطورات في شبه الجزيرة الكورية وشرق آسيا، مشيدًا بجهود كوريا للحفاظ على علاقات متوازنة، وتعاونية، مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية .
وتشكل العلاقات المصرية الكورية، جسرا من التواصل الحضارى، والثقافى، كما أنها تطرح نموذجا للتعاون الاقتصادى، القائم على التكامل، وتعظيم الفائدة المشتركة، من قدرات البلدين، وطاقات شعبيهما.
وانطلاقا من هذه الأرضية المشتركة؛ تناولت مصر وكوريا في لقاء اليوم مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما فى مجال التعاون الاقتصادى، ومشاركة الشركات الكورية فى العديد من المشروعات المهمة فى مصر، والتى أغتنم الرئيس السيسي الفرصة في لقائه اليوم برئيس كوريا لدعوتها لتعزيز أعمالها، وتوسيع استثماراتها، كما دعا شركات كورية جديدة، لدخول السوق المصرى، والاستفادة مما يتيحه من فرص واعدة .
واتفقا الرئيسان خلال المباحثات، على أهمية اتخاذ خطوات تنفيذية، لتدشين المزيد من أوجه التعاون فى مجالات مختلفة؛ تشمل الذكاء الاصطناعى، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، خاصة وأن هذا المجال عابر للقطاعات، ويساهم فى زيادة الإنتاجية، وتوسيع الأعمال فى مجالات عدة، وكذلك تشجيع قطاع الأعمال الكورى، على تدشين مصانع لإنتاج البتروكيماويات، والاستفادة من القدرات التكنولوجية لجمهورية كوريا فى هذا المجال، خاصة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن جذب الشركات الكورية، المتخصصة فى إنتاج السيارات، وبناء السفن، لتعزيز تواجدها بمصر، وإنشاء المزيد من المصانع لهذا الغرض، للاستفادة من الحوافز الاستثمارية، التى تتيحها الحكومة المصرية فى هذه القطاعات .
وتناولت المباحثات أيضًا مقترح إنشاء جامعة كورية، متخصصة فى العلوم والتكنولوجيا فى مصر، بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء مدارس كورية فى مصر، بهدف نقل التجربة التعليمية، وتبادل الخبرات .
واتفقا الرئيسان على ضرورة تعزيز ثقافة السلام العالمية، ودعم الاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط، وشبه الجزيرة الكورية، فضلا عن أهمية تكثيف الجهود العالمية للتصدى للتحديات الراهنة؛ وعلى رأسها التصدى للإرهاب، ومكافحة الأوبئة، ومعالجة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، والتمسك بأحكام القانون الدولى، ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة .
و لعبت مصر دورًا فريدًا وبذلت جهودًا كثيفة للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، منها ما شهدته المنطقة مؤخراً بالتوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، عبر الاتفاق الذى تم توقيعه فى “قمة شرم الشيخ للسلام”، يوم 13 أكتوبر 2025 بحضور دولى واسع .