رفض حكومات موازية للسلطات الشرعية وعودة الملاحة في البحر الأحمر واستقلال سوريا .. مطالب مصر في قمة بغداد الـ 34

القاهرة : داليا عطية

تحديات مصيرية تواجهها الأمة العربية – كما قال الرئيس السيسي رئيس مصر في القمة الـ 34 لجامعة الدول العربية المنعقدة اليوم في بغداد– تستوجب الوقوف صفا واحدا لمواجهتها بحزم وإرادة لا تلين .

أعربت مصر خلال القمة التي يحضرها قادة ومسؤولين عرب، عن خطورة المنعطف الذي تمر به المنطقة، إلى جانب القضية الفلسطينية، فمن جانب يواجه السودان تهديدًا في وحدته واستقراره، مما يستوجب العمل العاجل – بحسب الرئيس السيسي – لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية ومؤسساتها الوطنية، ورفض أي مساع تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطات الشرعية .

ومن جانب يتوه لبنان بين العنف والشتات ليبقى السبيل الأوحد في ضمان الاستقرار – بحسب رئيس مصر –  في الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن رقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، واحترام سيادة لبنان على أراضية، فضلا عن تمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمسئولياته .

أما أمد الصراع الذي طال في اليمن، قال عنه الرئيس السيسي إنه حان الوقت لاستعادة هذا البلد العريق توازنه واستقراره، عبر تسوية شاملة تنهي الأزمة الإنسانية التي طالته لسنوات، وتحفظ وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية، مشيرًا إلى ضرورة عودة الملاحة إلى طبيعتها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وتهيئة الأجواء للاستقرار، والبحث عن الحلول التي تعود بالنفع على الشعوب .

وجدد الرئيس السيسي دعم مصر المتواصل للصومال الشقيق و رفضها القاطع لأي محاولات للنيل من سيادته، ودعوة مصر كافة الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الحكومة الصومالية للحفاظ على الأمن والاستقرار في بلدها الشقيق .

وبين كل هذه الصراعات تأتي سوريا التي وصفها الرئيس السيسي بـ “شقيقة مصر” مشددًا على ضرورة استثمار رفع العقوبات الأمريكية لمصلحة الشعب السوري، وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة، بلا إقصاء أو تهميش، والمحافظة على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب، وتجنب عودته أو تصديره، مع انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجولان، وجميع الأراضي السورية المحتلة .

وفي ختام الجلسة الافتتاحية لقمة بغداد، قال الرئيس السيسي : أقولها لكم بكل صدق وإخلاص، إن الأمانة الثقيلة التي نحملها جميعا، واللحظة التاريخية التي نقف فيها اليوم، تلزمنا بأن نعلى مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، وأن نعمل معا – يدا بيد- على تسوية النزاعات والقضايا المصيرية، التي تعصف بالمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ القضية المركزية التي لا حياد فيها عن العدل.. ولا تهاون فيها عن الحق”.

ودعا الرئيس السيسي إلى ضرورة العمل المشترك على ترسيخ التعاون العربي، إيمانًا بأن الشعوب العربية تستحق غدا يليق بعظمة ماضيها، وبمجد حضارتها، مؤكدا على المُضي بثبات وعزيمة تجعل من هذه القمة خطوة فاصلة نحو غد أكثر إشراقًا للوطن العربي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى