يلتقي المنتخبان العماني والبحريني يوم غد السبت، في الساعة السابعة مساء على استاد جابر الأحمد الدولي في نهائي النسخة السادسة والعشرين من كأس الخليج العربي لكرة القدم التي تستضيفها الكويت منذ 21 ديسمبر الماضي .
ويسعى المنتخب العماني لتحقيق اللقب الثالث في تاريخه، بعد تتويجه في خليجي 19 عام 2009 على أرضه، وفي خليجي 23 عام 2017 التي استضافتها الكويت، فيما حل وصيفا في ثلاث مناسبات سابقة: خليجي 17 في الدوحة 2004، و خليجي 18 في الإمارات 2009، وفي خليجي 25 في البصرة 2023.
في المقابل، يبحث المنتخب البحريني عن لقبه الثاني في البطولة بعد الأول الذي حققه في خليجي 24 التي أُقيمت في الدوحة عام 2019 فيما حل وصيفا في أربع مناسبات: “خليجي 1” عام 1970 على أرضه، وفي “خليجي 6” عام 1982 في الإمارات، وفي “خليجي 11” عام 1992 في قطر، وفي “خليجي 16” عام 2003 التي جرت في الكويت.
وتعد هذه المواجهة الأولى بين المنتخبين في المباراة النهائية للبطولة، منذ أن تم تطبيق نظام المجموعتين في عام 2004 ، وهو الظهور السادس للمنتخب العماني في النهائي، والثاني للمنتخب البحريني.
وقدم المنتخبان مستويات مميزة في”خليجي 26″ منذ انطلاقتها، واستحقا التأهل إلى النهائي عن جدارة، حيث تجاوزا جميع التوقعات والترشيحات التي كانت تصب لصالح منتخبات أخرى، خاصة بعد النتائج المتميزة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، عبر الجولتين الخامسة والسادسة اللتين أُقيمتا قبل نحو شهر من انطلاق البطولة.
وقد كان التركيز منصبا على منتخبات مثل العراق حامل اللقب، والإمارات الذي كان قد استعاد حظوظه في التأهل إلى كأس العالم، وكذلك المنتخب السعودي الذي دخل دائرة الترشيحات بقوة بعدما حشد كل نجوم الصف الأول بحثا عن اللقب الغائب منذ آخر تتويج في “خليجي16” عام 2003 ، دون استثناء المنتخب الكويتي صاحب الأرض والجمهور.
ورغم هذه الترشيحات، جاء المنتخبان العماني والبحريني ليصنعوا مفاجآت منذ الجولة الأولى لدور المجموعات ويمضوا بثبات نحو المباراة النهائية حيث تمكنا من تجاوز المرشحين، ليؤكدوا أن كأس الخليج لا تزال تحتفظ بخصوصيتها التي تعزلها عن التكهنات والترشيحات المسبقة.
وقد بدأ المنتخب العماني البطولة بتعادل مع المنتخب الكويتي في المباراة الافتتاحية، ثم فاز على بطل آسيا المنتخب القطري في مباراة حاسمة، قبل أن يتعادل مع الإمارات ويضمن تأهله إلى نصف النهائي كبطل للمجموعة برصيد 5 نقاط متقدما بفارق اللعب النظيف “البطاقات الصفراء والحمراء” عن المنتخب الكويتي.
وكشف المنتخب العماني خلال المباريات الثلاث في دور المجموعات، عن شخصية قوية، بعدما تأخر في المواجهات الثلاث، فعاد بنتيجة التعادل في مواجهتي الكويت والإمارات، ثم قلب التأخر امام المنتخب القطري إلى فوز بهدفين لهدف.
ودخل المنتخب العماني تحديا كبيرا في مواجهة نصف النهائي أمام المنتخب السعودي المفعم بالحماس بانتصار صريح على نظيره العراقي بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية، ليضمن التأهل، بيد أن المنتخب العماني قدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق، متحديا نقصا عدديا منذ الدقيقة 35 بطرد لاعبه المنذر العلوي، وسجل هدفين في الشوط الثاني، دون أن يمنعه هدف تقليص الفارق للمنتخب السعودي من تحقيق الفوز الثمين، ليعبر إلى المباراة النهائية للبطولة عن جدارة.
على الجهة المقابلة، ظهر المنتخب البحريني بمستوى لافت منذ الجولة الأولى في منافسات المجموعة الثانية، بعد تحقيق فوز مستحق على المنتخب السعودي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث قدم عرضا رائعا خاصة في الشوط الأول الذي أنهاه بثنائية.
وفي المباراة الثانية، واصل تألقه بفوز ثان على المنتخب العراقي بهدفين دون رد، ليجمع ست نقاط ويضمن تأهله إلى نصف النهائي، متصدرا مجموعته بغض النظر عن الخسارة في المباراة الأخيرة أمام المنتخب اليمني بهدف لإثنين بعدما أجرى المدرب تغييرات ودفع بالبدلاء ليمنح العناصر الأساسية الراحة.
في نصف النهائي، واجه المنتخب البحريني تحديا كبيرا أمام صاحب الأرض المنتخب الكويتي المدعوم بجماهيره، ورغم النقص العددي بعد طرد مهدي عبد الجبار في الدقيقة 52، أصر المنتخب البحريني على تحقيق الفوز وسجل هدف الانتصار في الدقيقة 74 ليحجز مكانه في النهائي.
وفيما يتعلق بالأوراق الفنية، يضم المنتخب البحريني عددا من النجوم البارزين مثل محمد مرهون وعلي مدن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في البطولة، بالإضافة إلى مهدي حميدان وكميل الأسود وسيد ضياء، وحارس المرمى المميز المرشح لجائزة أفضل حارس في البطولة إبراهيم لطف الله، بينما سيفتقد المنتخب في النهائي جهود اللاعب مهدي عبد الجبار بسبب الإيقاف.
من جهة أخرى، يبرز في صفوف المنتخب العماني عدد من اللاعبين المميزين، من بينهم عصام الصبحي، هداف البطولة برصيد 3 أهداف بالتساوي مع السعودي عبدالله الحمدان، إلى جانب أمجد الحارثي وأرشد العلوي وحارب السعدي وعلي البوسعيدي والحارس إبراهيم المخيني وبديله فايز الرشيدي الذي تألق في نصف النهائي أمام السعودية في أولى مشاركاته في البطولة، فيما يغيب منذر العلوي للإيقاف بعد طرده في مباراة قبل النهائي .
ويعد الوصول إلى النهائي بالنسبة للمنتخب العماني، هو السادس في آخر عشر نسخ حيث توج باللقب مرتين، جميعها منذ تطبيق نظام المجموعات في عام 2004، في حين يعتبر وصول المنتخب البحريني للنهائي، الثاني له منذ تطبيق النظام ذاته، حيث فاز باللقب مرة واحدة، وحقق الوصافة أربع مرات قبل تطبيق نظام المجموعتين، عندما كانت البطولة تلعب بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة.
ومنذ تطبيق نظام المجموعات عام 2004، التقى المنتخبان في عشر مناسبات، فاز المنتخب العماني في خمس منها، بينما فاز المنتخب البحريني مرة واحدة فقط، وتعادل المنتخبان في أربع مناسبات في تفوق واضح للمنتخب العماني.
وتكرر تفوق المنتخب العماني في المواجهات الـ15 الأخيرة بين المنتخبين على صعيد كأس الخليج، حيث فاز في خمس مواجهات، مقابل فوز المنتخب البحريني في مناسبتين، وتعادل المنتخبان في 8 مباريات، وسجل المنتخب العماني خلال تلك المواجهات، 14 هدفا فيما سجل المنتخب البحريني 12 هدفا، وحافظ المنتخب العماني على نظافة شباكه في 7 مباريات، ولم يستقبل المنتخب البحريني أهدافا في خمس مباريات.