
لاهاي : هديل مشلّح
بدأت اليوم رسميًا مرحلة استكشاف تشكيل الحكومة الجديدة في هولندا بتعيين ووتر كولميس مبعوثًا برلمانيًا (Verkenner)، في خطوة تفتح الباب أمام مفاوضات سياسية معقدة تتسم بتباين الأولويات بين الأحزاب.
وقال كولميس عقب تعيينه إنه يشعر بـ”الحماس والمسؤولية”، لكنه أقرّ بأن المهمة “لن تكون سهلة”، مشيرًا إلى أن المشاورات ستبدأ غدًا بعد مراجعته الوثائق التحضيرية مساء اليوم.
وبحسب الترتيب المتفق عليه، سيستهل كولميس محادثاته مع حزب D66 بصفته الفائز الأكبر في الانتخابات الأخيرة، تليها لقاءات مع باقي الأحزاب وفقًا لحجمها البرلماني. ومن المقرر أن يرفع تقريره الأول إلى البرلمان في 11 نوفمبر، قبل أن يبدأ المجلس الجديد أعماله في 12 نوفمبر، على أن يُخصص 13 نوفمبر لمناقشة نتائج الانتخابات.
رئيسة البرلمان فيرا بوسما أثنت على اختيار كولميس، مشيرة إلى خبرته الطويلة في العمل الحكومي والمشورة السياسية، ووصفت تعيينه بأنه “ضمان لمستوى عالٍ من الحياد والاستقلالية عن المصالح الحزبية المباشرة”.
تباين في الرؤى السياسية
تبدو مهمة كولميس معقدة في ظل التباين الكبير بين الأحزاب حول شكل الائتلاف المقبل.
- حزب D66 بقيادة يتين يدعو إلى حكومة واسعة تضم D66 وCDA وVVD وGroenLinks-PvdA، ما يمنحها 86 مقعدًا.
- أما حزب VVD بزعامة يسيلغوز فيرفض التحالف مع GroenLinks-PvdA، ويفضل ائتلافًا وسطيًا-يمينيًا مع D66 وCDA وJA21.
- في المقابل، أبدى حزب JA21 بقيادة إيردمانس استعداده للمشاركة في الحكومة، مشترطًا وجود حزب إضافي يعزز الاستقرار.
- بينما يلتزم حزب CDA الحذر، مؤكدًا أنه منفتح على التعاون “على أساس المضمون”، دون استبعاد خيار حكومة أقلية.
ووصف كولميس التباينات بين الأحزاب بأنها تشبه “العلاج الزوجي”، في إشارة إلى الحاجة لترميم الثقة والعلاقات السياسية قبل الدخول في تفاصيل البرامج والسياسات.
PVV خارج الحسابات
من جانبه، هنأ زعيم حزب الحرية (PVV) خيرت فيلدرز حزب D66 بفوزه الانتخابي، رغم تشكيكه السابق في النتائج. إلا أن معظم الأحزاب الرئيسية استبعدت التعاون معه، ما يضع حزبه في صفوف المعارضة مجددًا.



