منظمات إجرامية حققت ملايين اليوروهات باستغلال ضحايا لأغراض جنسية
الصحفي محمد عدي فضة
أعلنت وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” عن تنفيذ عمليتين مشتركتين خلال الشهر الجاري، أسفرتا عن تفكيك شبكات إجرامية واسعة تعمل في الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، وذلك بالتعاون مع فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ورومانيا. وقد أدت العمليتان إلى اعتقال عشرات المشتبه بهم، وإنقاذ عدد من الضحايا، ومصادرة أصول وأموال كبيرة.
فرنسا وإسبانيا: تفكيك شبكة صينية للاتجار بالبشر
استهدفت العملية الأولى شبكة إجرامية صينية تدير منذ سنوات حلقات للاستغلال الجنسي في فرنسا وعدة دول أوروبية. وكانت الشبكة تلجأ لاستئجار شقق لفترات قصيرة عبر الإنترنت في ما يعرف بأسلوب “الجولات الجنسية” أو “الكاروسيل”.
نتائج يوم العملية (4 نوفمبر)
تنفيذ 25 عملية تفتيش (20 في رومانيا و5 في إيطاليا).
توقيف 19 مشتبهًا رومانيًا ووضع شخصين تحت الرقابة القضائية.
مصادرة 20 ألف يورو نقدًا. تحديد 99 حسابًا مصرفيًا يشتبه في استخدامها لغسل الأموال.
ضبط أسلحة بينها 7 سيوف وفأس واحد و4 أسلحة نارية.
مصادرة 10 عقارات و8 سيارات فاخرة ومجوهرات ووثائق و45 هاتفًا و3 أجهزة كمبيوتر.
تنفيذ 15 عملية تفتيش (9 في إسبانيا و6 في فرنسا).
العثور على 37 ضحية: في فرنسا جرى تحديد هوياتهن واستجوابهن، وافقت 8 منهن على تلقي دعم اجتماعي، فيما تقدمت 5 بشكاوى رسمية.
تحرير 3 ضحايا في إسبانيا.
توقيف 10 مشتبه بهم (8 في فرنسا و2 في إسبانيا)، وسبعة وُضعوا رهن الحبس الاحتياطي.
مصادرة 47 ألف يورو نقدًا و160 ألف يورو في حسابات مصرفية.
ضبط 126 هاتفًا محمولًا (بينها نحو 50 في مواقع الاستغلال)، وسيارة، و40 قطعة فاخرة، و5 أجهزة ك و3 أجهزة لوحية.
اعتمدت الشبكة على وسائل استدراج متعددة تستهدف نساء صينيات، بعضها عبر مراكز اتصال في الصين وإسبانيا وفرنسا. بعض الضحايا كنّ على علم بممارسات البغاء ولكن جرى خداعهن بشأن ظروف العمل، فيما أُجبرت أخريات بعد وصولهن إلى أوروبا بعد وعود بوظائف مشروعة. كما استهدفت الشبكة نساءً صينيات مقيمات بالفعل داخل الاتحاد الأوروبي
وقدّمت “يوروبول” دعمًا لوجستيًا وتحليليًا للعملية، وسهلت تبادل المعلومات بين الدول المشاركة.
إيطاليا ورومانيا: إسقاط شبكة رومانية تعمل منذ 20 عامًا
استهدفت العملية الثانية شبكة رومانية عائلية مقرها مدينة ياش، تنشط منذ أكثر من عقدين في تجنيد واستغلال فتيات قاصرات عبر العنف والابتزاز النفسي. وكانت الشبكة على صلة بعناصر ألبانية متورطة في الاستغلال الجنسي في العاصمة الإيطالية روما.
نتائج يوم العملية (18 نوفمبر)
استخدمت الشبكة ما يعرف بـ”أسلوب العاشق” لاستدراج الضحايا، حيث يجري إيهام الفتيات بالعلاقات العاطفية قبل دفعهن قسرًا إلى الدعارة في روما. وتشير تقديرات التحقيق إلى أن الشبكة حققت نحو 1.7 مليون يورو خلال فترة المراقبة وحدها.
وقد دعمت “يوروبول” العملية بتنسيق التعاون عبر الحدود وتقديم التحليلات اللازمة، فيما تولى “يوروغست” تنسيق التحقيق الدولي من خلال تشكيل فريق تحقيق مشترك.
جرائم عابرة للحدود تتطلب تنسيقًا دوليًا
أكدت يوروبول أن العمليتين تعكسان خطورة شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل الفئات الضعيفة لتحقيق مكاسب مالية، مشيرة إلى أن هذه الجرائم تُعد شكلًا حديثًا من العبودية وتمس جميع الفئات العمرية ومن مختلف الخلفيات. ودعت الوكالة إلى تعزيز الوعي بعلامات الخطر وتجاوز الصور النمطية لرصد الضحايا المحتملين.
الجهات المشاركة في العمليات
فرنسا: المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالبشر، والشرطة القضائية في مونبلييه.
إسبانيا: الشرطة الوطنية – الوحدة المركزية لشبكات الهجرة والتزوير الوثائقي.
إيطاليا: الشرطة الإيطالية – فرقة روما المتنقلة والخدمة المركزية للعمليات، والنيابة العامة في روما.
رومانيا: شرطة رومانيا – فرع مكافحة الجريمة المنظمة في ياش
. Eurojust وEuropol بدعم من شبكة @ON الممولة من المفوضية الأوروبية.
[:]