
أمستردام : خالد بكداش
أثمر تحقيق دولي واسع النطاق، بإشراف فريق عمل تابع لليوروبول، عن تفكيك شبكة إجرامية عابرة للحدود متورطة في الاتجار بالبشر واستغلال النساء جنسيًا في أوروبا. وجرت العملية الأمنية بالتعاون بين الشرطة الألبانية والشرطة الوطنية الكولومبية والشرطة الكرواتية، وبدعم من “يوروغست”، وأسفرت عن تنفيذ يوم مداهمة متزامن في ألبانيا وكولومبيا بتاريخ 1 أكتوبر 2025.
نتائج العملية:
- تنفيذ 16 عملية تفتيش (7 في ألبانيا و9 في كولومبيا).
- اعتقال 17 مشتبهًا (7 في ألبانيا و10 في كولومبيا).
- تحديد 54 ضحية من أصول أميركية جنوبية (44 في ألبانيا، 5 في كرواتيا، و5 في كولومبيا).
- مصادرة أدلة ومعدات، مع استمرار عمليات الحجز.
شبكة متحركة ومتخصصة
أوضحت التحقيقات أن الشبكة، التي يضم معظم أفرادها جنسيات كولومبية، كانت تجند نساء ضعيفات من كولومبيا وتنقلهن إلى أوروبا، حيث يتعرضن للاستغلال الجنسي في عدة دول، منها ألبانيا وكرواتيا. وتميزت أنشطة الشبكة بالتنقل المستمر، ما صعّب عمل السلطات الوطنية. غير أن التعاون الدولي، الذي نسّقه اليوروبول، مكّن من الربط بين المنظمين الرئيسيين وشركائهم المحليين في دول العبور والاستغلال.
المشتبه الرئيسي، الذي حددته فرق اليوروبول كـ”هدف عالي القيمة”، كان يدير العمليات عن بعد ويبتعد عن الانخراط المباشر في الاستغلال، معتمداً على شركاء يتولون التنفيذ الميداني.
مراكز اتصال لإدارة الاستغلال
كشفت التحقيقات عن هيكل تنظيمي محكم داخل الشبكة، حيث تولى أفراد أدوارًا محددة بدءًا من التجنيد والنقل وصولاً إلى السيطرة المباشرة على الضحايا. وتم الإعلان عن “الخدمات الجنسية” عبر مواقع إلكترونية مخصّصة للبالغين، فيما كان موظفو مراكز الاتصال يتولون التفاوض بشأن الأسعار والخدمات، ما حرم الضحايا من أي تحكم في حياتهن.
كانت “الوكالات” المزعومة تشرف على كل التفاصيل، من الاستقطاب وحتى تحصيل الأموال، وغالبًا ما لجأت إلى العنف الجسدي والنفسي وتهديد عائلات الضحايا في كولومبيا. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن نصف العائدات الإجرامية كانت تصل إلى المنظم الرئيسي، الذي اعتمد أساليب غسل أموال متطورة لإخفاء الأرباح غير المشروعة.
دور اليوروبول والشركاء الدوليين
قدّم اليوروبول دعمًا تحليليًا ولوجستيًا خلال العملية، وسهّل تبادل المعلومات بين الأطراف المشاركة. وفي يوم المداهمة، نشر خبيرًا إلى كولومبيا لمتابعة المعلومات العملياتية بشكل مباشر، ومساندة المحققين ميدانيًا وضمان التنسيق عبر الحدود.
كما دعمت وزارة الداخلية الإيطالية هذه العملية من خلال مشروع EU4FAST متعدد المانحين، والمخصص لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في منطقة البلقان الغربية.
Khaled Bakdash



