امستردام – محمد رائد كعكة
شهد استخدام الأدوية المخصصة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 25 عامًا. ووفقًا لبيانات هيئة الإحصاء الهولندية (CBS)، ارتفع عدد المستخدمين من 78 ألف شخص في عام 2006 إلى ما يقارب 300 ألف بحلول عام 2023، أي ما يعادل أربعة أضعاف خلال 17 عامًا.
ويُلاحظ بشكل خاص تزايد عدد النساء اللاتي بدأن باستخدام أدوية مثل “ريتالين” و”كونسيرتا”، ما أدى إلى تقليص الفجوة بين الجنسين في معدلات استخدام هذه الأدوية. وبينما لا تزال نسبة استخدام الأدوية أعلى بين الأولاد مقارنة بالفتيات في الفئة العمرية دون العشرين، إلا أن هذا الفارق يتلاشى مع التقدم في العمر.
النساء.. أعراض مختلفة وتشخيص متأخر
يقول لوك هوفيوس من هيئة الإحصاء الهولندية إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء غالبًا ما يظهر بصورة مختلفة عن الرجال، حيث يكنّ أقل نشاطًا بدنيًا لكن أكثر عرضة لفرط النشاط الذهني والتشتت. ويضيف: “النساء غالبًا ما يكنّ أكثر ميلًا للشرود والأحلام، وهو ما يؤدي أحيانًا إلى تشخيص حالتهن في وقت لاحق”.
وقد ساهم تزايد الوعي حول شكل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الفتيات والنساء في ارتفاع نسبة التشخيصات بينهن، وبالتالي زيادة عدد من يبدأن العلاج بالأدوية.
استخدام الأدوية بدون وصفة
تشير بيانات CBS إلى أن الأرقام تعكس فقط الأشخاص الذين وصف لهم طبيبهم العام الأدوية، بينما لا تتوفر إحصائيات دقيقة حول الاستخدام غير الموصوف. ومع ذلك، يفيد معهد “تريمبوس” بأن نحو واحد من كل عشرين طالبًا جامعيًا استخدم أدوية ADHD مرة واحدة على الأقل دون وصفة، وغالبًا بهدف تحسين الأداء الدراسي أو خلال فترات الامتحانات.
قصص شخصية.. وضوح بعد سنوات
هانيكي مينستر، البالغة من العمر 44 عامًا، لم تُشخَّص باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا مؤخرًا، بعد سنوات من المعاناة مع الشعور بالفشل والارتباك. تقول: “كنت أجد صعوبة في ترتيب أولوياتي؛ كل شيء كان يبدو مهمًا بنفس الدرجة. بعد تناول الدواء، أصبحت أكثر هدوءًا وتحكمًا في حياتي”. وقد وثّقت تجربتها في كتاب بعنوان “مهلاً، هل هذا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا؟”
وتضيف أن المهام اليومية أصبحت أسهل، حتى ما يبدو بسيطًا مثل تفريغ غسالة الأطباق، إذ كانت تتشتت بسهولة قبل التشخيص وتنتقل من مهمة إلى أخرى دون إنجاز.
الاهتمام المتزايد يؤدي إلى تشخيصات جديدة
يرى هوفيوس أن الاهتمام المتزايد مؤخرًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يكون من بين الأسباب التي دفعت عددًا أكبر من البالغين لطلب الاستشارة الطبية. “ربما بدأ بعض الناس يلاحظون أن أعراضهم تتطابق مع ما يُنشر عن هذا الاضطراب، فيقررون التوجه للطبيب”، يوضح هوفيوس.
وفي حين لا توفر هيئة الإحصاء أرقامًا دقيقة عن عدد التشخيصات، فإن الزيادة في استهلاك الأدوية عبر جميع الفئات العمرية تشير على الأرجح إلى ازدياد عدد الحالات المُشخَّصة.
