أمستردام : نور الحمدان
أفاد تقرير سنوي صادر عن نقابة المحامين الهولندية بارتفاع ملحوظ في عدد المحامين الجنائيين الذين أبلغوا عن تعرضهم لحالات تهديد أو شعور بعدم الأمان أثناء أداء عملهم. ووفقًا لما نشرته صحيفة دي تليخراف، فقد تضاعف عدد هذه البلاغات تقريبًا، من 116 حالة في عام 2023 إلى 204 حالات خلال العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن المحامين المتضررين لجأوا إلى النقابات المحلية طلبًا للدعم، مؤكدين تعرضهم للتهديد أو الترهيب من قِبل بعض موكليهم. ورغم خطورة هذه البلاغات، امتنعت النقابة عن الكشف عن تفاصيلها حفاظًا على السرية المهنية.
ويرى رؤساء نقابة المحامين أن هذا الارتفاع يعود جزئيًا إلى تصلب في مناخ المجتمع، بالإضافة إلى وعي متزايد لدى المحامين بشأن الخطوات التي يمكنهم اتخاذها عند الشعور بالخطر. هذا الوعي، بحسب النقابة، يُعزز من قدرتهم على التصدي للمواقف الضاغطة وفهم الدعم الذي يمكن أن توفره لهم النقابات.
تعزيز إجراءات الأمان: مبدأ “العيون الأربع”
في ظل تصاعد هذه التهديدات، اتخذت مهنة المحاماة في هولندا إجراءات جديدة لحماية المحامين، لا سيما في القضايا الجنائية ذات الخطورة العالية. ومن بين هذه التدابير اعتماد مبدأ “العيون الأربع”، والذي يُوصي بعدم تواجد المحامي بمفرده مع موكله داخل غرفة الاجتماعات، بل ضرورة حضور محامٍ آخر لضمان بيئة أكثر أمانًا.
وفي تصريح لصحيفة دي تليخراف، أوضحت فريديريك تين بيرج، عضو نقابة المحامين في وسط هولندا، أن هذا الإجراء يهدف إلى الحد من الضغوط التي قد يتعرض لها المحامون من بعض الموكلين. وأشارت إلى أن وجود محامٍ إضافي يقلل من احتمالية محاولة الموكل التأثير سلبًا على المحامي أو دفعه لتجاوزات مهنية.
برامج تدريب وزيادة المرونة
وأكدت النقابة أنها تُواصل تقديم تدريبات متخصصة لتعزيز مرونة محامي الدفاع الجنائي في التعامل مع المواقف الصعبة. كما تتم دعوة هؤلاء المحامين، خاصة من يتعاملون مع قضايا معقدة، إلى اجتماعات مع النقابات المحلية لمناقشة المخاطر المحتملة وتلقي الإرشادات المهنية المناسبة.