القاهرة : خالد بكداش
في إطار الاستعدادات الجارية للاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، أضخم صرح حضاري مكرّس لحضارة واحدة في العالم، كُشف مؤخرًا عن الدعوة الرسمية لحضور الحدث التاريخي، والتي جاءت بتصميم فني استثنائي يُجسّد عظمة الحضارة المصرية القديمة وقيمتها الإنسانية الخالدة.
استلهم التصميم من التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون، أحد أبرز كنوز المتحف وأكثرها شهرة، ليكون محور الدعوة التي تجاوزت مفهومها التقليدي، فتحوّلت إلى قطعة تذكارية فنية تُعبّر عن عبقرية الفنان المصري القديم وروح الإبداع المعاصر في آنٍ واحد.
وجاء تنفيذ الدعوة بأيادٍ مصرية خالصة عبر شركة كنوز مصر للنماذج الأثرية، وبإشراف فني دقيق من المجلس الأعلى للآثار، لتُقدَّم الدعوة بوصفها هدية تذكارية فريدة تُجسّد جمال مقتنيات الملك الشاب داخل المتحف، وتوثّق لحظة تاريخية خالدة ستظل رمزًا للفخر الوطني.
وقد مرّ تصميم الدعوة بعدة مراحل فنية دقيقة بدأت من قسم النحت، حيث عمل الفنانون على تجسيد الزخارف والرموز والكتابات الهيروغليفية بدقة مطابقة للأصل، لتنتقل بعدها إلى مراحل الاستنساخ ثم التذهيب والتلوين، قبل أن تُبطَّن من الداخل بقماش المخمل الفاخر، في لمسة نهائية تعبّر عن فخامة الحدث ومكانته العالمية.
وبينما يستعد المتحف المصري الكبير لاستقبال زواره من جميع أنحاء العالم، تأتي هذه الدعوة لتُجسّد رسالة مصر للعالم: أن الحضارة المصرية ليست ماضيًا يُروى، بل إرثًا حيًّا يواصل إلهام الإنسانية عبر العصور.