برلين : خالد بكداش
أسفرت تحقيقات قادتها ألمانيا، بدعم من وكالة يوروبول، عن تحديد هوية واعتقال مرتزق كان ينفذ مهامًا لصالح شبكة إجرامية منظمة.
دعمت يوروبول تحقيقًا تقوده السلطات الألمانية استهدف مجموعة من المرتزقة استأجرتهم شبكة إجرامية لاختطاف زعيم عصابة منافسة لتهريب المخدرات. وقد شاركت في العملية أجهزة إنفاذ القانون من الدنمارك وفرنسا ولاتفيا والمملكة المتحدة.
تركّزت العملية على عدد من المواطنين اللاتفيين، بعضهم من أصحاب الخبرة العسكرية السابقة في الفيلق الأجنبي الفرنسي. هؤلاء الأفراد المدربون تدريبًا عاليًا كانوا مزودين بمعدات احترافية ويعملون لصالح منظمة إجرامية. وقد تم التعاقد معهم لاختطاف زعيم شبكة ألبانية لتهريب المخدرات يُشتبه في تورطه بسرقة عدة أطنان من القنب الهندي تبلغ قيمتها ملايين اليوروهات.
في يوم التنفيذ، تم القبض على أربعة أشخاص في كل من الدنمارك وفرنسا ولاتفيا والمملكة المتحدة، في حين أن اثنين آخرين سبق أن أُلقي القبض عليهما في ألمانيا في أكتوبر 2014 وصدر بحقهما حكم قضائي. لعبت يوروبول دورًا محوريًا من خلال تسهيل تبادل المعلومات والتنسيق العملياتي وتقديم الدعم التحليلي، كما نشرت خبيرًا ميدانيًا في مدينة نيس الفرنسية لضمان تبادل المعلومات في الوقت الفعلي والتحقق منها عبر قواعد بياناتها، ما أتاح للسلطات الحصول على أدلة فورية لدعم التحقيقات.
مرتزقة للإيجار
ترتبط هذه العملية بظاهرة تعرف باسم “العنف كخدمة” (Violence-as-a-Service)، حيث يقدم مرتكبو الجرائم خدماتهم لتنفيذ أعمال عنف لصالح شبكات إجرامية أخرى. وفي هذه الحالة، تم توظيف متخصصين ذوي تدريب عالٍ من قبل منظمات إجرامية لتنفيذ أعمال عنف محددة. وتكشف هذه الظاهرة عن مستوى متزايد من الاحتراف في عالم الجريمة المنظمة، إذ غالبًا ما تضم أفرادًا سابقين من القوات الخاصة.
ويُعتقد أن بعض المشتبه بهم في هذه القضية هم جنود سابقون في الفيلق الأجنبي الفرنسي، وهو ما يعكس اتجاهًا مقلقًا ناجمًا عن الحرب في أوكرانيا. إذ قد يلجأ بعض الجنود العائدين من جبهات القتال إلى توظيف مهاراتهم القتالية في خدمة شبكات الجريمة المنظمة، مما يشكل تهديدًا أمنيًا محتملًا. ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، وربما تصاعدها لاحقًا، قد تواجه أوروبا تزايدًا في أعداد هؤلاء الأفراد المدربين المنخرطين في أنشطة إجرامية، ما يستدعي مراقبة دقيقة واستعدادًا لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
الجهات المشاركة في العملية
المملكة المتحدة: شرطة العاصمة (Metropolitan Police)
الدنمارك: شرطة كوبنهاغن / Københavns Vestegns Politi
ألمانيا: شرطة ولاية شمال الراين-وستفاليا (Landeskriminalamt)
فرنسا: الشرطة الوطنية / الإدارة المشتركة للشرطة القضائية في الألب البحرية ونيم، المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة (OCLO)
لاتفيا: الشرطة الوطنية اللاتفية (Latvijas Valsts policija)
