بروكسل : محمد رائد كعكة
أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال لقائهما في نيويورك، على ضرورة تعزيز التعاون بين الجانبين، في وقت يسعى فيه ثاني وثالث أكبر اقتصاد في العالم لتخفيف حدة التوترات التجارية المتصاعدة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وقالت فون دير لاين، في تصريح نشرته عبر منصة “إكس”، إنها بحثت مع لي قضايا تجارية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرة إلى تقديرها “لانفتاح الصين على الحوار بروح من التفاهم المتبادل”. وأضافت أن أوروبا أوضحت للصين بجلاء مخاوفها من القيود المفروضة على الصادرات وصعوبة النفاذ إلى الأسواق، إضافة إلى مشكلة فائض الإنتاج.
وعلى مدى العامين الماضيين، اقتربت العلاقات الاقتصادية بين بكين وبروكسل من مواجهة تجارية واسعة، خاصة بعد قرار المفوضية الأوروبية عام 2023 التحقيق في الدعم الحكومي الموجه لصناعة السيارات الكهربائية الصينية، وهو ما فتح الباب أمام تحقيقات متبادلة شملت منتجات أوروبية مثل البراندي والألبان ولحوم الخنزير. غير أن التحديات المشتركة التي فرضتها السياسة التجارية الأميركية دفعت الطرفين إلى البحث عن أرضية مشتركة.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، قال لي تشيانغ إن بلاده تتطلع إلى الحفاظ على “روح العلاقات الدبلوماسية الأولى” مع الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أهمية إبقاء الأسواق مفتوحة أمام التجارة والاستثمار، ومؤكداً أن على الطرفين “إظهار قدر من المسؤولية والحفاظ على استقلاليتهما الاستراتيجية” باعتبارهما قوتين دوليتين رئيسيتين.
ويرى دبلوماسيون أن الصين باتت تلعب دوراً أكثر أهمية في حسابات أوروبا الاستراتيجية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، بالنظر إلى نفوذ الرئيس شي جين بينغ على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى كون بكين شرياناً اقتصادياً أساسياً لموسكو، ما يجعلها لاعباً محورياً في أي مسار محتمل للتسوية.
وخلال اللقاء، دعت فون دير لاين الصين إلى استثمار نفوذها للضغط على روسيا من أجل وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدة أن “الوقت قد حان للدبلوماسية، وخطوة كهذه سترسل إشارة قوية إلى العالم”.
