الشارقة… اثنا عشر يومًا من صناعة المعرفة واحتفاءٍ لا ينطفئ بالحرف..

بقلم الكاتبة ريم رفعت بطال…

 نبارك للشارقة … ولصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نرفع الشكر والامتنان على دعمه المتواصل للعلم والمعرفة والمواهب. وقد وجّه سموّه بتخصيص 4.5 مليون درهم لتزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بإصدارات المشاركين في المعرض، تعزيزًا لمحتواها واثراءً لمصادرها العربية والأجنبية الحديثة والمتنوعة.

في رحلة امتدّت لاثني عشر يومًا، تحوّلت إمارة الشارقة إلى قبلة للمعرفة ومسرح عالمي للكتاب، حيث أسدل معرض الشارقة الدولي للكتاب ستار دورته الـ44 يوم أمس، بعد أن استقطب حضورًا استثنائيًا بلغ نحو 1,400,730 زائرًا من مختلف الجنسيات. مشاركة قياسية اجتمعت فيها 2350 دار نشر وعارضًا من 118 دولة، لتقدّم للعالم مشهدًا ثقافيًا يُبرز الفكر الإنساني والمشروع الحضاري الذي تتبناه الشارقة.

وتصدّرت جنسيات الهند وسوريا والأردن والإمارات ومصر قائمة الأكثر حضورًا، في تجسيد حيّ لروح التنوع الثقافي التي احتضنها المكان. أما صباحات المعرض، فكانت تضجّ بحركة طلاب المدارس الذين حضروا بتنظيم رائع، وقد بدا شغفهم بالكتب والمعرفة مشهدًا يبعث الفخر ويؤكد أن القراءة لا تزال قادرة على منافسة الانجراف نحو العوالم الرقمية.

ورغم الزحام المروري، وفرت الشارقة حلاً حضاريًا سلسًا باستقبال الزوار عبر وسائل النقل البحري، حيث وصل عبرها 87,674 زائرًا من نقاط الانطلاق في مربى الأحياء المائية والقصباء، قادمين من دبي وعجمان. وكان حضور الرجال أعلى بنسبة 2% من حضور النساء، فيما بدت السعادة على وجوه الجميع بفضل روعة التنظيم وتنوّع الفعاليات.

أمسيات شعرية، ندوات فكرية، عروض طهي، سينما ومسرح، وضيوف من ممثلين وكتّاب وأبطال أفلام… كل ذلك جعل من المعرض فضاءً حيًا يمزج بين متعة الثقافة وحرارة الإبداع، ويلامس كل أشكال الفنون والمعرفة.

وحين انطفأت الأضواء أخيرًا، بقي وهج الحرف معلّقًا في فضاء الشارقة. ازدحمت القلوب مثلما ازدحمت الممرات بقصص نمت كالنور على الرفوف، ووجوه جاءت من كل اللغات تبحث عن كلمة تشبهها. هنا التقى الشرق بالغرب في صفحة واحدة، وتصافحت الحضارات تحت سقف واحد، ليبقى الموعد متجددًا ما دام في الدنيا قارئ وكاتب وحلم يُروى ، فكل نهاية هنا بداية لرحلة قراءة لاتنتهي ….

دام تألق الحرف… ودامت الشارقة منارةً للكتاب والثقافة……

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى