Site icon NL NEWS

الذكاء الاصطناعي يفك رموز ترنيمة بابلية عمرها 3000 عام قبل الميلاد

أمستردام – نور الحمدان

تمكّن علماء من فك رموز ترنيمة بابلية قديمة يعود تاريخها إلى نحو 3000 عام قبل الميلاد، وذلك بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتُعد هذه الأنشودة، التي تحتفي بمدينة بابل، من أقدم النصوص المعروفة التي تصف معالم المدينة وحياتها الروحية والاجتماعية.

تأسست بابل نحو عام 2000 قبل الميلاد في منطقة بلاد ما بين النهرين، التي تُعرف اليوم بالعراق، وكانت يومًا ما أكبر مدن العالم وأكثرها تأثيرًا ثقافيًا. وقد كُتبت العديد من النصوص البابلية على ألواح طينية باستخدام الكتابة المسمارية.

شارك في الدراسة باحثون من جامعتي ميونيخ وبغداد، حيث حللوا عشرات النصوص الممتدة من القرن السابع إلى القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد. وساهمت عملية رقمنة الألواح في تسريع فهم محتواها، وهو ما كان سيتطلب عقودًا من العمل اليدوي لولا التقنية الحديثة.

أنشودة بطول 250 سطرًا تمجّد بابل

باستخدام الذكاء الاصطناعي، استطاع الباحثون إعادة تركيب مقاطع متعددة من أنشودة تسبيح تتألف في الأصل من 250 سطرًا، تصف عظمة مدينة بابل ومعمارها المذهل. ويقول أحد العلماء: “يصف النص مباني المدينة، كما يشير إلى كيف أن مياه نهر الفرات تجلب الحياة وتُخضّر الحقول في الربيع”.

ويُعد هذا الوصف لافتًا، نظرًا لندرة الإشارات إلى الظواهر الطبيعية في الأدبيات الرافدينية القديمة.

إشارات نادرة إلى دور المرأة البابلية

الترنيمة تسلّط الضوء أيضًا على النساء في بابل، لا سيما الكاهنات، وهو جانب نادر في النصوص القديمة. ويشير الباحثون إلى أن الترنيمة تُمجّد صفات مثل التقوى والحكمة لدى النساء، ما يقدّم لمحة ثمينة عن الأدوار الدينية والاجتماعية التي كنّ يؤدينها.

ويُرجّح العلماء أن هذه الأنشودة كانت تحظى بشعبية كبيرة في ذلك الوقت، بدليل كثرة النسخ المكتوبة منها على الألواح الطينية، ويعتقدون أنها كانت تُدرّس لتلاميذ المدارس لحفظها عن ظهر قلب.

ويختم أحد الباحثين بالقول: “من اللافت للنظر أن نصًا بهذا الانتشار بقي مجهولًا حتى الآن، لكنه يُظهر لنا كم لا يزال هناك الكثير لاكتشافه عن حضاراتنا القديمة”.

Exit mobile version