
القاهرة : داليا عطية
تمر القضية الفلسطينية بواحدة من أصعب لحظاتها، وأشدها وطأة على الشعب الفلسطيني ـ الصامد ـ وعلى مؤيديه من أنصار الحرية في كل مكان .
وقد عانى الفلسطينيون عبر عقود، وبلغت المعاناة ذروتها في العامين الماضيين، ليس فقط في غزة، وإنما أيضاً في الضفة الغربية المحتلة التي شهدت توسعاً استيطانياً غير مسبوق، وتدميراً للمخيمات أسفر عن تهجير الآلاف، فضلاً عن تصاعد الهجمات الإرهابية من جانب المستوطنين بوتيرة هي الأعلى، والأعنف منذ عشرين عاماً، كما سجلت الأمم المتحدة.
واسُتشهد في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين، ما يزيد عن ألف فلسطيني، وجرى اعتقال عشرات الآلاف يقبع منهم اليوم نحو تسعة آلاف فلسطين في سجون الاحتلال .
هذا ما أكدته جامعة الدول العربية، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فبحسب أحمد ابو الغيط الأمين العام للجامعة، لم تستطع نيران الاحتلال وأد مشروع الدولة الفلسطينية، قائلًا :” برغم قسوة الظرف التاريخي، فإن مشروع الدولة الفلسطينية لم يمت، لم تستطع نيران الاحتلال وبطشه اللامحدود القضاء على صرخات أطلقها الأحرار في العالم كله منادين بتجسيد الدولة الفلسطينية، بل توالت الاعترافات بفلسطين ليصل عددها إلى 157 دولة، من بينها دول لعبت أدواراً تاريخية بالغة السلبية في إنشاء إسرائيل، بما يدل دلالة قاطعة، على أن حركة التاريخ تسير في اتجاه الدولة الفلسطينية، وليس استدامة الاحتلال “.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن ” إعلان نيويورك” الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر2025 فصّل مسارًا واضحًا يفضي للدولة الفلسطينية، ثم جاءت خطة الرئيس ترامب ذات العشرين نقطة، مع جهود الوسطاء (مصر وقطر وتركيا) لتحقق وقف إطلاق النار في غزة، ثم جاء قرار مجلس الأمن رقم 2803 ليعتمد خطة السلام، ويأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة، ويشير إلى مسار نأمل أن يفضي إلى تطبيق حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية .
ويمثل قرار مجلس الأمن حول غزة، بحسب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بداية مرحلة هامة تقتضي عملاً على كافة الأصعدة من أجل ترجمة عناصر القرار إلى واقع ينعكس على حياة الشعب الفلسطيني، ويؤدى إلى انسحاب إسرائيلي كامل، ويفتح المجال أمام إدخال المساعدات بلا عوائق، والشروع في عملية إعادة الإعمار، لأن الهدف هو دعم صمود الشعب على أرضه، واحباط كافة مخططات التهجير والتهام الأرض .
وأكد أحمد أبو الغيط :” لن تنجح كل خطط الاحتلال في الفصل بين الضفة وغزة، فهما معاً إقليم الدولة الفلسطينية، وتظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وصاحبة الولاية الأصيلة في الإدارة والحكم من خلال السلطة الفلسطينية .
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن المشروع الوطني الفلسطيني لن ينتهي، وهو يستند إلى ظهير عربي صلب، ودعم دولي من كافة الذين انتصروا لقيم الإنسانية، والحضارة، والعدل، مؤكدًا أن الاحتلال – مهما زاد بطشه – إلى زوال، وستتجسد الدولة الفلسطينية على الأرض، لأن بزوغها هو الحل العادل والدائم الوحيد الذي أقره العالم أجمع، من أجل تسوية القضية، وإحلال سلام شامل يقوم على التعايش، والتعاون في المنطقة .



