استثمار جديد لتركيا في مصر بـ 51 مليون دولار

القاهرة : داليا عطية

‏‎في ظل تعزيز التعاون المشترك، والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، وضعت الصناعة التركية حجر أساس لمصنع جديد لها في مصر، بقيمة استثمارية بلغت 51 مليون دولار، بعد التوسعات .

هذا المبلغ الهائل الذي استثمرته تركيا بمصنع للملابس الجاهزة في محافظة الاسماعيلية، بمنطقة القنطرة غرب الصناعية ، قال عنه سفير تركيا لدى مصر، صالح موطلو شن، إنه يعد أحد النتائج الملموسة التي تم تحقيقها لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين تركيا ومصر، والتي تعود بالنفع على الشعبين .

ويقع المصنع الذي شهد اليوم وضع حجر الأساس، على مساحة إجمالية تقدر بنحو 84.2 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يتيح بعد تشغيله نحو 5000 فرصة عمل.

ويتبع هذا المشروع شركة‎ إروغلو القابضة، التي تمتلك 8 شركات عالمية في قطاع البناء والتشييد، و 4 شركات في مجال إنتاج التجزئة، ويعمل بها 15 ألف موظف، وتقدم خدماتها عبر 1260 نقطة بيع في 38 دولة .

ويعد هذا المصنع المنتظر إنشاؤه، استثمار ‏طويل الأجل، يساهم في اقتصاد البلدين ويعبر عن أن أفق التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، كبيرة جدا.‏‎

وعن هذا الاستثمار قال سفير تركيا لدى مصر، صالح موطلو شن، إنه بالإضافة إلى استثمارات أخرى من المقرر تنفيذها، على المدى القصير، ‏والمتوسط، والطويل، يأتي هذا الاستثمار كجزء من إستراتيجية النمو، والتنمية، التي تنتهجها تركيا مع مصر الشقيقة، ‏كاقتصادات تكاملية.

وأوضح أنه بناءً على الثقة وظروف الاستثمار المواتية في مصر، أجرت العديد من الشركات التركية دراسات تتعلق ‏‏بالجوانب الإدارية أو التوظيفية في مصر، وأن بعض الشركات، مثل‎ إروغلو القابضة، توسع أعمالها القائمة بالفعل في مصر، وبعض الشركات في طريقها للإعلان عن مشاريع جديدة .

وأشار السفير صالح موطلو إلى منطقة القنطرة غرب الصناعية، وكيف باتت جاذبة لاهتمام المستثمرين الأتراك، بشكل متزايد .

وأكد أن مصر وتركيا دولتين كبيرتين، وشقيقتين، و لهما هدف مشترك، سويا، بمفهوم التضامن ‏والربح، لكلا الطرفين، في سبيل التنمية، وأنهما يطورون تعاونهم من التكنولوجيا، والتجارة، والصناعة، إلى التعليم، والصحة. ‏

وقال سفير تركيا إن السيد الرئيس السيسي صرح بأنه يقدر جدية واحترافية رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك، وهذا هو الدعم الأكبر للاستثمارات التركية.

‏‎ وحول منطقة القنطرة غرب الصناعية، قال وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن المنطقة تتمتع بميزات تنافسية متنوعة، تتمثل في توافر العمالة الفنية المدربة، والمواد الخام.

وأضاف وليد جمال الدين، أن هذه الميزات تؤهل المنطقة لأن تصبح قلعة صناعية عالمية، في مجال صناعة المنسوجات، والملابس الجاهزة، وكذلك الصناعات الغذائية، وأنه يجري العمل على افتتاح أحد المشروعات بهذا المجال قريبًا، بالإضافة للتكامل مع موانئ الهيئة، والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والدولية، التي تحقق النفاذية الكاملة، لنحو ملياري مستهلك حول العالم.

وأكد رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن هذا المشروع يعكس نجاح الشراكة المتواصلة مع القطاع الخاص، ويمثل ترجمة مباشرة للجهود الترويجية التي قامت بها الهيئة خلال الفترة الماضية، والتي استهدفت جذب الاستثمارات من كبرى الشركات العالمية في القطاعات المستهدف توطينها باستراتيجية الهيئة، الت تعمل – بحسب حديثه – على خلق مجتمع متكامل داخل منطقة القنطرة غرب، بالتعاون مع مؤسسات الدولة، لتوفير مختلف سبل الحياة من مراكز تجارية، وفروع للبنوك، وغيرها من متطلبات نجاح الأعمال بالمنطقة.

ويعد مشروع شركة إروغلو إيجيبت للملابس الجاهزة، ثاني مشروع تركي بمنطقة القنطرة غرب الصناعية، كما يعد من بين أوائل المشروعات التي تشهدها منطقة القنطرة بعد الجهود الكبرى التي بذلتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ولا تزال، في تطويرها، وتجهيز بنيتها التحتية، بما يضعها على خريطة الاستثمارات الصناعية الواعدة في مصر، ويعزز من تنافسية المنطقة الاقتصادية إقليميّا وعالميّا، كمركز صناعي ولوجستي رائد، ووجهة مفضلة للاستثمار، بسبب ما توفره من بيئة مواتية للاستثمار، بدعم من الإصلاحات الاقتصادية التي استطاعت الدولة المصرية إنجازها .

فيما قال شاهين إروغلو، رئيس مجلس إدارة شركة‎ إروغلو القابضة، إن الشركة تهدف إلى الوصول إلى حجم أعمال بقيمة  320 مليون دولار في عام 2026 من خلال ‏‏هذا الاستثمار، الذي تعتبره فرصة مهمة لتطوير رؤيتها العالمية في صناعة الملابس‎، معربًا عن سعادته بالتعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ما يدعم التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا .

وأوضح شاهين إيروغلو، أن الشركة تتطلع إلى زيادة إنتاجها من الملابس الجاهزة، لتصل إلى 24 مليون قطعة ملابس سنويا، بعد افتتاح المصنع الجديد بمنطقة القنطرة غرب.

ولفت إلى أن الشركة تتبنى مبدأ “الإنسان أولًا”، عبر حرصها على توفير فرص العمل الكثيفة بمشروعاتها المختلفة، وحفاظها على حقوق الأجيال القادمة، من خلال خطط وسياسات الاستدامة، التي تنتهجها، وذلك بالاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، و إعادة تدوير المياه بمصانعها، للوفاء بمسؤولية الشركة تجاه البيئة.

ويأتي هذا المشروع في ضوء التعاون المثمر والبنّاء، بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهيئة الرقابة الإدارية، لتوطين مشروعات صناعية، لعدد من الشركات العاملة بالسوق المصرية، التي حققت نجاحًا، وتستهدف التصدير للخارج، والبالغ عددها 151 شركة.

وعن المستثمرين، قال مصطفي دنيزر، رئيس مجلس الأعمال التركي المصري، إن رجال الأعمال الأتراك يعتبرون انفسهم مصريين، مضيفًا :” نحن سوف ننجح هنا في مصر”. ‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى