Site icon NL NEWS

إطلاق نار متكرر حول مراكز توزيع الغذاء في غزة وسط غموض حول الجهات المسؤولة

امستردام – محمد رائد كعكة

تشهد مواقع توزيع المساعدات الغذائية التابعة لمؤسسة الغذاء العالمية في غزة إطلاق نار منتظم، دون وضوح بشأن ما إذا كانت الأوامر تصدر من قادة كبار في الجيش الإسرائيلي أو من مراتب أدنى.

في تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تحدّث جنود وضباط يخدمون في قطاع غزة عن تعمّد الجيش فتح النار قرب نقاط توزيع المساعدات، حتى في حال لم يكن المدنيون يشكلون تهديدًا مباشراً. وأكد بعض المستجيبين أن الإصابات بين المدنيين باتت أمراً متوقعاً، في ظل تكرار هذه الممارسات بشكل شبه يومي.

وبعد أكثر من شهر من بدء عمليات توزيع المساعدات التي تنفذها مؤسسة “غزة الإنسانية” (GHF) – وهي منظمة إغاثية مثيرة للجدل – لا تزال هذه العمليات تشهد فوضى واسعة. ووفق مصادر طبية محلية، قُتل 549 شخصًا وأصيب أكثر من 4000 آخرين خلال الشهر الماضي في مواقع التوزيع، فيما يبقى من غير الواضح عدد الضحايا الناتجين عن القصف الإسرائيلي المباشر.

في تصريحات للصحيفة، قال أحد الضباط: “وسيلة التواصل الوحيدة المتاحة أمامنا هي إطلاق النار، وهو أمر لا يخلو من الجدل”. وأوضح أن الهدف من إطلاق النار غالبًا ما يكون تحذيريًا

“الشهادات لا تكذب”

يتناول المقال بشكل واضح مسألة الإصابات والوفيات في محيط نقاط توزيع المساعدات الخاصة بـ GHF. وأكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط، بيتر مالكونتينت، لصحيفة NU.nl، أن “الجيش الإسرائيلي يقول إنه يطلق طلقات تحذيرية، لكن إذا كانت الطلقات في الهواء، فكيف يموت الناس؟”. مضيفًا أن “الشهادات الواردة لا يمكن تجاهلها، ويجب التعامل معها بجدية”.

كما شدّد مالكونتينت على مصداقية صحيفة هآرتس، مشيرًا إلى امتلاكها هيئة تحرير استقصائية ذات مستوى عالٍ لا تلجأ إلى التسرع في نشر الأخبار.

وبحسب الشهادات، لا يتوقف إطلاق النار بعد توزيع المساعدات، بل يُستأنف بانتظام. وأشار بعض الجنود إلى استخدام معدات ثقيلة، مثل القنابل اليدوية والدبابات، بل وحتى المدفعية، بما في ذلك إطلاق قذائف في مناطق مكتظة، بحجة أنها تحذيرية. ونقل أحد المصادر: “يبدو أن هذه التصرفات باتت طبيعية في نظر البعض، ولا يجري الحديث إلا نادرًا عن أبعادها الأخلاقية، إذ يتركز النقاش على كيفية الاستمرار في القتال”.

غموض في تسلسل الأوامر

لا يزال الغموض يكتنف مصدر أوامر إطلاق النار. إذ لم يُحدد ما إذا كانت تصدر من القيادة العليا للجيش الإسرائيلي أم من قادة ميدانيين. ويشير بعض الجنود إلى أن القادة المحليين قد يتصرفون بشكل منفرد، واضعين قواعدهم الخاصة.

وفي تعليق مثير للقلق، قال أحد الضباط: “ما أخشاه حقًا هو أن يكون إطلاق النار على المدنيين نابعًا من دوافع أيديولوجية لدى القادة، لا من ضرورات عملياتية أو حتى أخطاء في التقدير. أخشى أن تنتقل هذه العقلية إلى الجنود أنفسهم”.

من جانبه، صرح الجيش الإسرائيلي بأنه ما زال يتعلم كيفية التعامل مع الأوضاع المحيطة بنقاط توزيع المساعدات، مشيرًا إلى أنه لم تصدر أي أوامر باستهداف المدنيين عمدًا. وأكد أن أي انتهاك سيخضع للتحقيق.

Exit mobile version