يحل المنتخب الإسرائيلي ضيفا على فرنسا في مبارة ضمن دوري الأمم الأوروبية، وسط عملية أمنية ضخمة وحضور جماهيري قليل في باريس، بعدما أعلنت السلطات في فرنسا رفع حالة التأهب إلى القصوى وسط المناخ السياسي المتوتر والمتزايد.
يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء ميشال بارنييه، بالإضافة إلى الرئيسين السابقين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، مباراة فرنسا مع ضيفه الإسرائيلي في باريس الخميس (14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024). ووصف قائد الشرطة في باريس لوران نونيز المباراة على ملعب ستاد دو فرانس في ضاحية سان دوني بـ”عالية المخاطر” وأوصت اسرائيل جماهيرها بتجنب حضورها، فيما تخشى السلطات من مشاهد عنف جديدة على غرار ما حصل في أمستردام. وبعد مباراة في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بين أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في 7 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تعرّض مشجعون للأخير إلى الملاحقة والضرب في شوارع العاصمة الهولندية، ما أدى إلى إصابة ما بين 20 إلى 30 شخصاً وإثارة السخط في الكثير من العواصم الغربية. وعزت رئيسة بلدية أمستردام فيمكه هالسيما الثلاثاء الهجمات إلى “مزيج سام من معاداة السامية والشغب”. واندلعت حوادث متفرقة قبل المباراة، بما يشمل هتافات معادية لمؤيدين للفلسطينيين رددها مشجعو مكابي وحرق علم فلسطيني في ساحة دام المركزية، كما تعرض أنصار الفريق الاسرائيلي لأعمال عنف. وتبادل الطرفان الاتهامات ببدء المواجهات. وتظاهر الألوف في باريس مساء الأربعاء احتجاجاً على إقامة احتفال يحمل عنوان “إسرائيل إلى الأبد” نظمته شخصيات من اليمين المتطرف. ورفع المحتجون أعلام فلسطين وأشعلوا الشماريخ الحمراء، بحسب ما أظهرت صور لوكالة فرانس برس. اندلعت اشتباكات مع الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وألحق بعض المتظاهرين أضرارا بنافذة أحد المطاعم.
و سوف يُنتشر نحو أربعة آلاف شرطي وعنصر أمن في باريس وحول ستاد دو فرانس، حيث أقيمت مسابقات ألعاب القوى والرغبي الصيف الماضي خلال أولمبياد باريس الصيفي. وفي خطوة نادرة، ستنشر قوات للشرطة داخل الاستاد، إذ يتم تكليف مدنيين عادة لشغل مهام مماثلة. وستحرس قوة من النخبة المنتخب الاسرائيلي خلال رحلته من الملعب وإليه، كما سيُجنّد 1600 عنصر أمني مدني خلال المباراة. وأثر السياق الأمني بشكل كبير على عدد الجماهير المتوقع حضورها المباراة، إذ قال وزير الداخلية برونو روتايو الأربعاء إن عدد الجماهير سيناهز 13 ألف متفرج في ملعب كبير يتسع لثمانين ألف متفرج. وهذا أقل من الرقم البالغ 25 ألفا والذي أعلنه وزير الرياضة جيل أفيرو الأربعاء. وفي حديث لقناة “بي إف إم تي في”، الأربعاء: تعهد الوزير الفرنسي بالحفاظ على سلامة مشجعي كرة القدم الإسرائيليين: “سيكونون في أمان… ادعوهم لحضور المباراة”. ودعا بعض المشرعين الفرنسيين، بما في ذلك حزب فرنسا الأبية، إلى تأجيل المباراة أو نقلها إلى مدينة فرنسية أخرى، لكن الحكومة سرعان ما رفضت الاقتراحين. واتخذت الحكومة البلجيكية مساراً مختلفاً قبل مواجهة اسرائيل في أيلول/ سبتمبر. قررت نقل المباراة إلى المجر عازية الأمر إلى مخاوف أمنية.