القاهرة : داليا عطية
احتفلت سفارة تركيا في مصر بالذكرى 101 لتأسيس الجمهورية التركية، وذلك بحضور سفير تركيا لدى القاهرة، صالح موطلو شن، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، والسفير وائل حامد مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والأمير محمد علي وزوجته الأميرة نوال، وممثل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من المستثمرين الأتراك في مصر، والدبلوماسيين، والصحفيين .
وسط أجواء وطنية بين الشعبين التركي والمصري، قال الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، إن سفير تركيا لدى مصر، صالح موطلو شن، له جهودا دؤوبة لتعزيز الروابط بين بلدينا، لا تُقدّر بثمن، ومن خلال هذا التفاني تمكنت مصر وتركيا، من تعزيز روابط الصداقة والتعاون التي نعتز بها اليوم.
وأشار وزير الصحة إلى الوضع المأساوي في غزة، وتصاعد الكارثة الإنسانية التي لا يمكن تصورها، قائلًا :” عندما تصاعدت هذه الكارثة في أكتوبر 2023، اجتمعت مصر وتركيا معًا لجلب الأمل والإغاثة لمن هم في أمس الحاجة إليها” موضحا أن هذا التعاون بين مصر وتركيا سيكون مجرد بداية لعصر جديد في العلاقات الثنائية الأوسع .
وكشف الوزير خالد عبدالغفار، عن مبادرات مستقبلية بين الصحة المصرية ونظيرتها التركية قائلا :” اللقاءات المثمرة مع وزارة الصحة التركية، بما في ذلك حوارنا مع الدكتور فخر الدين كوجا وزير الصحة، مهدت لإطلاق مشاريع جديدة مثيرة بين بلدينا”.
واحتفى سفير تركيا صالح موطلو شن بإنجازات بلاده خلال الحفل الذي أقامه بمنزله ، فقال إن تركيا في الذكرى الـ 101 للتأسيس، وفي ظل الإرادة الحازمة والصلبة للرئيس رجب طيب أردوغان، أصبحت الآن بعدد سكانها البالغ 85 مليون نسمة، من بين الدول العشر الرائدة في العالم، في الصناعة، والتكنولوجيا، والثقافة، والصحة، والرياضة، والدفاع.
وأشار صالح موطلو إلى التحديات الإقليمية، والعالمية، قائلا :” بينما تكافح تركيا هذه التحديات إلا أنها ستواصل تبنّي مبدأ (السلام في الوطن، السلام في العالم)، وأن تركيا تعطي الأولوية للأمن والاستقرار والسلام والتنمية في علاقاتها الثنائية وسياساتها على المستوى العالمي.
وأكد سفير تركيا أن معركة بلاده ضد المنظمات الإرهابية التي تستهدف وحدة وسلامة تركيا، ستستمر بكل عزيمة مشيرًا إلى منظمة غولن، وحزب العمال الكردستاني، وداعش، ووحدات حماية الشعب.
وقال :” نحن دائمًا جاهزون، وقادرون على الدفاع عن أنفسنا، واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر، والتهديدات، التي يتعرض لها الشعب والدولة التركية”.
وأضاف صالح موطلو : منطقتنا الآن تواجه عدم الاستقرار، وكما قال السيد وزير الخارجية هاكان فيدان “نحن لا نريد حرب في منطقتنا” يمكن أن يتحقق الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي بشكل دائم، فقط إذا انتهى احتلال فلسطين، وإنهاء الظلم التاريخي.
وشدد سفير تركيا على ضرورة وقف إطلاق النار الدائم في غزة قائلا : لقد حان الوقت الآن لكي يحصل إخواننا الفلسطينيون المتضررين والمظلومين، على حريتهم، ويعيشون حياة كريمة وآمنة وإنسانية، في ظل دولتهم المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة، على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وأكد صالح موطلو أن بلاده ملتزمة بعضويتها في حلف الناتو و المجلس الأوروبي, وأن طلب عضويتها في الاتحاد الأوروبي لا يزال قائم، وطلب عضوية البريكس ليس بديل لهذا، بل هو ضرورة لسياسة تركيا الخارجية الوطنية، ومصالحها.
وقال السفير التركي بمصر إن تركيا عازمة على تطوير علاقتها بجامعة الدول العربية : نحن نعلم أن مصر بذلت جهودًا و مساهمات كبيرة في وقف إطلاق النار بغزة، ونحن نقدر ذلك، ونعمل مع مصر ومع كل الدول لوقف إطلاق النار في أسرع وقت وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية.
ونقل صالح موطلو إدانة تركيا وبشدة للقرار الذي اتخذته إسرائيل في الكنيست، والذي يهدف إلى إنهاء أنشطة الأونروا في الأراضي الفلسطينية، قائلًا : لا يمكن فصل إخواننا الفلسطينيين عن وطنهم، ولا يمكن أبداً انتزاع حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، مؤكدا أن تركيا ستواصل في هذا الصدد، متابعة كافة مبادراتها الدبلوماسية،والسياسية، جنبًا إلى جنب، مع فلسطين والعالم العربي والإسلامي .
وعن مصر قال السفير صالح موطلو إن عام 2024 شهد خطوات تاريخية في علاقاتنا الثنائية، وأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي، وزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أنقرة في سبتمبر الماضي، فتحت فترة من التعاون الاستراتيجي في العلاقات الثنائية.
وتابع سفير تركيا قائلًا : من الآن فصاعدا، سنواصل تطوير تعاوننا الثنائي في كل المجالات تقريبا، تحت مظلة مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، برئاسة رئيسنا رجب طيب أردوغان، والرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحت إشراف وزير الخارجية السيد هاكان فيدان، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.
ولفت إلى التوقيع على 17 اتفاقية تعاون تغطي مجموعة واسعة من المجالات، بين تركيا ومصر، ومن بين الاتفاقيات الموقعة في أنقرة “اتفاقية التعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية”، فضلا عن أن القضايا التجارية والاقتصادية في العلاقات التركية المصرية، تشكّل بشكل خاص، العمود الفقري للتعاون بين البلدين، قائلًا : يواصل المستثمرون الأتراك في مصر أعمالهم بنجاح، مما يساهم في دعم الاقتصادين التركي والمصري.