ديسبورغ – ألمانيا – محمد رائد كعكة
في ليلة استثنائية من الطرب والحنين، شهدت مدينة ديسبورغ الألمانية أمس حفلة موسيقية جماهيرية أحيتها الأوركسترا الكندية العربية وسط حضور حاشد من الجاليات العربية ومحبي الموسيقى الشرقية. الحفل الذي أُقيم ضمن سلسلة “غنّوا معنا”، حمل بصمة فريدة تميزت بها الأوركسترا في جولاتها حول العالم، حيث يتحول الجمهور من متلقٍ إلى نجم الحدث من خلال نظام “الكاريوكي الجماهيري”، إذ تعزف الأوركسترا الألحان بينما يتولى الحضور الغناء الجماعي، متابعين كلمات الأغاني المعروضة على شاشة عملاقة.
الليلة كانت بمثابة رحلة موسيقية عبر الزمان والمكان، حيث صدحت أرجاء القاعة بأصوات الجماهير وهي تؤدي روائع الطرب العربي الكلاسيكي من المشرق إلى المغرب. تنوع البرنامج الغنائي ليشمل أغاني من لبنان وسوريا ومصر والعراق ، مروراً بتونس والجزائر والمغرب، ما جعل الحفل احتفالاً بانصهار الهوية العربية في قلب أوروبا.
وقد عبر العديد من الحضور عن انبهارهم بهذا الشكل المبتكر من الحفلات، مؤكدين أن المشاركة الجماعية في الغناء ولّدت مشاعر دافئة من الانتماء والحنين، خاصة في ظل الغربة.
الأوركسترا الكندية العربية، التي تضم موسيقيين محترفين من مختلف الدول العربية وبعض الموسيقيين الغربيين ممن عشقوا الموسيقى العربية ، تواصل من خلال هذه السلسلة كسر الحواجز بين المسرح والجمهور، مقدمة نموذجاً جديداً للتفاعل الموسيقي الحي.
وقد سبق أن أحيت حفلات ناجحة ضمن السلسلة في مدن ألمانية كبرلين، هامبورغ، دوسلدورف، وهانوفر، فيما تستعد لمواصلة جولتها في عدة ولايات أمريكية خلال الشهر القادم.
الحفل في ديسبورغ لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل كان حدثاً ثقافياً واجتماعياً بامتياز، جسّد التعددية الثقافية وروح التلاقي التي تتميز بها المجتمعات العربية في المهجر.
وتبقى سلسلة “غنّوا معنا” خير دليل على أن الموسيقى، متى ما مُنحت للجمهور، تصبح لغةً جامعةً تتجاوز الحدود وتلامس القلوب.
