
دين هاخ – محمد رائد كعكة
في خطوة تهدف إلى تعزيز الانخراط المجتمعي وتعميق أواصر التعاون بين الجاليات والمجالس المحلية، قام وفد من الجالية السورية في هولندا بزيارة رسمية إلى بلدية مدينة دين هاخ، حيث التقى الوفد بعضو مجلس البلدية السيد نور إيكر، السياسي المعروف بدفاعه عن قضايا العدالة الاجتماعية ومكافحة الكراهية ضد الإسلام.


جالية سورية جامعة للكفاءات
وتُعد الجالية السورية في هولندا من أبرز الجاليات العربية نموًا وتنظيمًا في السنوات الأخيرة، حيث أسس عدد من السوريين المقيمين إطارًا جامعًا تحت اسم “الجالية السورية في هولندا”، لتكون منبرًا لكل السوريين في مختلف المدن الهولندية. وتضم هذه الجالية عددًا من الكفاءات السورية العلمية والثقافية والاجتماعية، وتسعى إلى بناء جسور تواصل فعالة مع المجتمع الهولندي ومؤسساته.
زيارة بلدية دين هاخ: أهداف ورسائل
هدفت الزيارة إلى التعريف بالجالية السورية ونشاطها، وبحث سبل التعاون مع بلدية دين هاخ، التي تُعد من أهم البلديات الهولندية، كونها العاصمة الإدارية للبلاد وتضم مقرات الوزارات والسفارات، بالإضافة إلى كونها مدينة ذات تنوع سكاني واسع.
نور إيكر: بلدية دين هاخ للجميع
في كلمته خلال اللقاء، رحّب السيد نور إيكر بالوفد قائلاً:
“أود أن أرحب بكم جميعًا في بلدية دين هاخ… أنتم تمثلون روح التنوع التي نحرص على تعزيزها في مدينتنا.”
وأضاف:
“دين هاخ ليست فقط مدينة المؤسسات والسفارات، بل مدينة الناس… كل جالية تضيف شيئًا مميزًا للنسيج الاجتماعي.”
وفي رسالة وجدانية قال:
“أعرف أن الكثير من أبناء الجالية السورية مروا بظروف صعبة جدًا… ومن المهم أن يشعروا أن هناك من يسمعهم.”
واختتم حديثه بدعوة صريحة:
“هذه المدينة هي مدينتكم أيضًا… أنتم لستم ضيوفًا، بل جزء من هذا المجتمع.”
د. ريما حربات: من التلقي إلى المشاركة
من جهتها، أكدت د. ريما حربات، الأكاديمية السورية المقيمة في هولندا، على أهمية هذه الزيارة قائلة:
“وجودنا اليوم هو تأكيد على أن الجالية السورية حاضرة وفاعلة ومهتمة بالشأن العام.”
وأضافت:
“نحن لا نريد فقط أن نكون متلقين للخدمات، بل أن نكون شركاء في تطوير السياسات، خاصة في التعليم، والاندماج، والعمل.”
كما شددت على أهمية كسر الصور النمطية:
“نحن هنا لتحدي الصور النمطية، ليس بالشعارات، بل بالفعل اليومي، وبالنجاح المهني والعلمي.”
وأكدت:
“من المهم أن تكون لدينا مبادرات أو مراكز تعنى تحديدًا باندماج السيدات السوريات، خاصة ممن واجهن صعوبات في الوصول إلى فرص التعليم أو العمل. وكذلك لا بد من الاهتمام بالأطفال في أعمار صغيرة جدًا، لأن هذه المرحلة هي الأساس في بناء شخصية مستقرة ومندمجة منذ البداية.”
وختمت حديثها بدعوة جامعة:
“نأمل أن يكون هذا اللقاء بداية لحوار طويل المدى، يشمل مختلف الأصوات السورية، لأن التمثيل لا يكتمل إلا بالتنوع.”
د. عزيز الشيخ: من الهامش إلى التأثير
وأشار د. عزيز الشيخ إلى أن الجالية السورية لم تعد هامشية، بل أصبحت فاعلًا اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا في هولندا، وقال: د. عزيز الشيخ
“نحن هنا اليوم لنعبر عن رغبتنا الصادقة في أن نكون جزءًا فاعلًا من هذا المجتمع، وأن نمد جسور التعاون مع كافة الجهات الرسمية.”
وأكد: د. عزيز الشيخ
“نحن لا نطلب امتيازات خاصة، بل نطلب العدالة، وتكافؤ الفرص، ومناخًا من الاحترام المتبادل.”
كما طرح د. عزيز الشيخ اقتراحًا عمليًا:
“أدعو إلى إنشاء لجنة تواصل دائمة بين الجالية السورية والبلديات، تكون منصة للتشاور ومتابعة الملفات التي تهم السوريين المقيمين.”
وختم:د. عزيز الشيخ
“التمثيل الحقيقي لا يكون فقط بوجود رجال في مواقع القرار، بل بمشاركة الجميع… هذه الجالية لن تنهض إلا عندما تكون شاملة، منفتحة، ومتنوعة.”
د. خالد الأعسر: من التجربة إلى المبادرة
أضاء د. خالد الأعسر على البعد الإنساني والاجتماعي قائلاً:
“السوريون هنا ليسوا مجرد لاجئين أو عابرين، بل هم جزء من هذا المجتمع، ولهم دور ومسؤولية.”
وأضاف:د. خالد الأعسر
“الاندماج لا يعني الذوبان، بل يعني المشاركة والتوازن بين الجذور والانفتاح.”
كما قال:د. خالد الأعسر
“لا يكفي أن نتحدث عن الاندماج، بل يجب أن نخلق له ظروفًا حقيقية: في التعليم، في سوق العمل، وفي الحياة الثقافية.”
واقترح:د. خالد الأعسر
“أن تدعم بلدية دين هاخ مشاريع ثقافية أو مجتمعية تمثل الجالية السورية، وتجمعها مع باقي الجاليات.”
وختم:د. خالد الأعسر
“هذه المبادرة بداية جيدة، لكن يجب أن تتبعها آليات ومتابعة… الجالية جاهزة، وتنتظر فقط المساحة لتعمل.”
حسن الشيخ أحمد: بداية لمسار حقيقي
عبّر حسن الشيخ أحمد عن تفاؤله قائلاً:
“هذه اللحظة تمثل بداية لعلاقة جديدة بيننا وبين المؤسسات الرسمية، علاقة تقوم على الحوار، وعلى احترام متبادل.”
وأضاف: الشيخ أحمد
“نحن كسوريين نؤمن أن من واجبنا أن نكون إيجابيين في المجتمع، وأن نسهم في بنائه، لا أن نكون عبئًا عليه.”
وأكد:الشيخ أحمد
“من المهم أن يشعر السوري في هولندا أن له مكانًا، أن له صوتًا… التعدد لا ينجح إلا إذا كان فيه مساواة.”
كما طرح الشيخ أحمد مقترحًا رمزيًا:
“نأمل أن ننجز اتفاقية توأمة بين بلدية دين هاخ الهولندية وبلدية إدلب السورية، لتكون رسالة تضامن من مدينة السلام والقانون إلى مدينة سورية عانت الكثير. نعلم أن دين هاخ قد وصلت إلى الحد الرسمي لاتفاقيات التوأمة، لكننا نثق بأن السيد نور إيكر سيدعم هذا المقترح ويسعى للحصول على استثناء خاص له. ضمن البرلمان الهولندي”
وختم: الشيخ أحمد
“لا نريد أن يكون هذا اللقاء مجرد صورة، بل بداية لمسار حقيقي ومستمر، من خلال مشاريع، وورش عمل، ومنصات حوار دائمة.”
نحو شراكة طويلة الأمد
وقد تم الاتفاق خلال الزيارة على ضرورة استمرار الحوار والتنسيق بين الجالية السورية وبلدية دين هاخ مع التشديد على متابعة البلدية من اجل تخصيص مقر او مبنى لأنشطة الجالية السورية في هولندا ، مؤكدين على العمل المشترك بما يخدم مصلحة الطرفين ويعزز من روح التعددية وقبول الآخر في المجتمع الهولندي.



