أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن بالغ القلق إزاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في محافظة السويداء، بعد أربعة أيام من العنف الدامي والانتهاكات الجسيمة، التي أسفرت عن مئات الشهداء من السوريين، إلى جانب دمار واسع طال الممتلكات العامة والخاصة، وتسبب في انهيار شبه كامل للواقع المعيشي والخدمي في المدينة.
تحولت السويداء اليوم إلى منطقة منكوبة، في ظل انعدام المواد الغذائية والأدوية من الأسواق، وتعطل الخدمات الأساسية، وتفشي أعمال النهب والحرق التي طالت المنازل والمحال التجارية. كما لحقت أضرار بالغة بالمستشفيات والمراكز الصحية، مما جعل الحياة في المدينة أقرب إلى حالة انهيار شامل.
وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية، يوجه المرصد نداءً عاجلاً إلى المنظمات الأممية والإقليمية، سواء الحكومية أو غير الحكومية، من أجل:
- فتح ممرات إنسانية آمنة وفورية إلى مدينة السويداء وريفها، لضمان إيصال المساعدات الغذائية والطبية للسكان المتضررين.
- تدخل فوري من قبل المنظمات الدولية والإغاثية لدعم المدنيين والبنية الصحية المتهالكة.
- ضمان حيادية وسلامة الكوادر الطبية والإغاثية، ومنع استهدافهم تحت أي ذريعة.
- فتح تحقيق مستقل وشفاف بشأن الانتهاكات المرتكبة، بما في ذلك الإعدامات الميدانية، وجرائم الحرق والنهب، ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما يناشد المرصد دول الجوار لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، ويدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى إطلاق نداء عاجل لتقديم الدعم الفوري للسويداء.
وفي الختام، يشدد المرصد السوري لحقوق الإنسان على أن حماية السلم الأهلي في السويداء وفي كافة أنحاء سوريا هي مسؤولية وطنية جامعة، ويدعو القوى المدنية والمجتمعية والسياسية إلى تغليب صوت العقل والعدالة، ونبذ منطق الانتقام والطائفية، الذي لا يخدم سوى مشاريع التقسيم والفوضى.
